الخميس، 2 أغسطس 2012

" عينك أمانة "

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده :

قال الله تعالى
{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ < 20 > وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ...} سورة النور

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال :
( العينان تزنيان وزناهما النظر )
متفق عليه
قال ابن عباس رضي الله عنه في قول الله تعالى : { يَعْلَم خَائِنَة الْأَعْيُن وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ }
يكون الرجل في القوم فتمر المرأة فيريهم أنه يغض بصره عنها فإن رأى منهم غفلة نظر إليها فإن خاف أن يفطنوا إليه غض بصره وقد اطلع الله عز وجل من قلبه أنه يود لو نظر إلى عورتها !!!
وقال مجاهد : هي مسارقة نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه .
وقال سفيان : هي النظرة بعد النظرة .
وقال الفراء : " خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ " النظرة الثانية " وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ" النظرة الأولى .
اعلم أن إطلاق البصر سبب لأعظم الفتن، فكم فسد بسبب النظر من إنسان ، وكم انتكس بسببه من شباب وفتيات كانوا محتشمين، وكم وقع بسببه أناس في الزنى والفاحشة والعياذ بالله.
فالعين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب. شهوته وإرادته، ونقش فيه صور تلك المبصرات، فيشغله ذلك عن الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة.
ولما كان إطلاق البصر سبباً لوقوع الهوى في القلب أمر الشارع بغض البصر عما يخاف عواقبه،


قال الإمام ابن القيم: أمر الله تعالى نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، وأن يعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم مطلع عليها:(يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) غافر:19.
ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج، فإن كل الحوادث مبدؤها من النظر، كما أن معظم النار من مستصغر الشرر، تكون نظرة.. ثم خطرة.. ثم خطوة.. ثم خطيئة، ولهذا قيل: من حفظ هذه ا لأربعة أحرز دينه: اللحظات، والخطرات، واللفظات، والخطوات.
وقال: والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولد الخطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولابد ما لم يمنع مانع، ولهذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده.
كـل الحوادث مبدأها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها
فتك الســهام بلا قوس ولا وتر

والعبــد ما دام ذا عين يقلبها
في أعين الغيد موقوف على الخطر

يسـر ناظرة ماضر خاطـــــــــــره
لا مـرحبا بسرور عاد بالضـرر

تنبيهالمرأة مأمورة بغض بصرها عن الرجال
كما أن الرجل مأمور بغض بصره عن النساء

ليست هناك تعليقات: