الخميس، 13 فبراير 2014

يود احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب ان يعمر

اَلْحَمْدُ لِلهِ ثُمَّ الْحَمْدُ لِله؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ مُكَوِّرِ اللَّيْلِ عَلَى النَّهَارِ وَمُكَوِّرِ النَّهَارِ عَلَى اللَّيْل؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي اَدَّبَنَا بِآدَابِ الدُّعَاءِ وَعَلَّمَنَا دُعَاءً بِالْاَنْبِيَاءِ وَمِنْهُمْ مُوسَى فِي قَوْلِهِ{رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي اَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي}لَكَ الْحَمْدُ يَارَبّ اَنْ اَنْعَمْتَ عَلَيْنَا بِنِعَمٍ لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى وَاَسْبَغْتَ عَلَيْنَا نِعَمَكَ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَة؟ وَنَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير؟ وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه خَضَعَ لِجَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ كُلُّ شَيْء؟ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه جَاءَ مِنْ اَجْلِ عِزَّةِ الْاِنْسَانِ وَكَرَامَتِه؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَلَمِ الْهِدَايَةِ وَعَلَى الرَّايَةِ الْخَفَّاقَةِ الَّتِي لَاتَهْوِي اَبَداً اِنْ شَاءَ الله وَسَتَبْقَى مَرْفُوعَةً مُرَفْرِفَةً فِي اَجْوَاءِ هَذَا الْعَالَمِ لِتُعْلِنَ لِلنَّاسِ جَمِيعاً اَنَّهُ لَاكَرَامَةَ اِلَّا بِهَذَا الدِّين؟ اَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا الله وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي جَاءَ بِهَا رُسُلُ اللهِ جَمِيعاً؟ نَعَمْ اَيَّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام اِنَّهَا كَلِمَةُ لَا اِلَهَ اِلَّا الله وَمَا مِنْ رَسُولٍ اِلَّا قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ مَالَكُمْ مِنْ اِلَهٍ غَيْرُه؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَبَارِكْ عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَعَلَى الْاَزْوَاجِ وَالذُّرِّيَّةِ وَالْآلِ الْاَطْهَارِ الْاَخْيَارِ وَعَلَى اَصْحَابِهِ الْاَبْرَارِ وَسَلّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِين اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله؟ فَمِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى{قُلْ اِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ اِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين؟ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ اَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ اَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِين؟ وَلَتَجِدَنَّهُمْ اَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاة وَمِنَ الَّذِينَ اَشْرَكُوا؟ يَوَدُّ اَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ اَلْفَ سَنَةٍ وَمَاهُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ اَنْ يُعَمَّرَ؟ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُون{قُلْ صَدَقَ الله(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة اَلْاِيمَانُ نِعْمَة؟ اَلْاِيمَانُ عَقَيدَةٌ فِي الْقَلْبِ يَتَمَلَّكُ مَشَاعِرَ الْاِنْسَانِ وَاَحَاسِيسَهُ فَيَنْطَلِقُ هَذَا الْاِنْسَانُ بِسُلُوكِهِ الْاِيمَانِيِّ وَالْاِنْسَانِيِّ لِيُعَبِّرَ عَنْ اِيمَانِهِ الصَّادِق؟ وَكُلٌّ مِنَّا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ يَدَّعِي الْاِيمَان؟ وَلَابُدَّ لِكُلِّ دَعْوَى مِنْ دَلِيل؟ فَمَا هُوَ الدَّلِيلُ اَنَّنَا مُؤْمِنُون؟ مَاالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِك؟ نَعَمْ اَخِي اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى هَذَا اَنْ يَكُونَ سُلُوكُنَا الْفِعْلِيُّ وَالْقَوْلِيُّ مُوَافِقاً لِهَذَا الْاِيمَان؟ فَلَيْسَ الْاِيمَانُ لُعْبَةً نَلْعَبُ بِهَا كَمَا يَلْعَبُ الْاَطْفَالُ وَالْكِبَار ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ نَمَلُّ مِنْهَا وَنَتْرُكُهَا لَا؟ فَالْاِيمَانُ لَايُتْرَكُ اَبَداً؟ لِاَنَّ لَهُ طَعْماً لَذِيذاً شَبَّهَهُ رَسُولُ اللهِ بِطَعْمِ الْحُلْوِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْاِيمَان(نَعَمْ ثَلَاثٌ مَنْ وُجِدَتْ فِيهِ ذَاقَ حَلَاوَةَ الْاِيمَان؟ فَمَاهِيَ هَذِهِ الْاُمُورُ الثَّلَاثَةُ يَارَسُولَ الله؟ اِنْتَبِهْ يَامُؤْمِنُ لِتَقِيسَ اِيمَانَك[اَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ اَحَبَّ اِلَيْكَ مِمَّا سِوَاهُمَا؟ وَاَنْ تُحِبَّ الْمَرْءَ لَاتُحِبُّهُ اِلَّا لِله؟ وَاَنْ تَكْرَهَ اَنْ تَعُودَ فِي الْكُفْرِ وَاِلَى الْكُفْرِ كَمَا تَكْرَهُ اَنْ تُلْقَى فِي النَّار(سُبْحَانَ الله مَاهَذِهِ الْبَلَاغَةُ الَّتِي اَيَّدَ اللهُ تَعَالَى بِهَا رَسُولَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ نَعَمْ اَخِي فَطَاعَةُ اللهِ وَرَسُولِهِ هِيَ اَعْظَمُ دَلِيلٍ عَلَى اِيمَانِك؟ وَالْيَهُودُ كَانُوا يَتَمَنَّوْنَ اَنْ يَعِيشُوا طَوِيلاً؟ وَكَانُوا يَدَّعُونَ اَنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَاَنَّ الْجَنَّةَ هِيَ لَهُمْ وَحْدَهُمْ وَاَنَّ مَا سِوَاهُمْ لَيْسَ اَهْلاً لِدُخُولِ الْجَنَّةِ؟ وَنَقُولُ لِاَحْفَادِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ الْيَهُود مَادُمْتُمْ كَذَلِكَ تَعْتَقِدُون فَلِمَاذَا تَخَافُونَ مِنَ الْمَوْت {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ اِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين(وَلَكِنَّهُمْ {لَنْ يَتَمَنَّوْهُ اَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ اَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِين(لِاَنَّهُمْ لَايُحِبُّونَ لِقَاءَ اللهِ اَبَداً؟ لِاَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ اَنَّهُ غَضْبَانٌ عَلَيْهِمْ وَالْجَحِيمُ الْمُحْرِقَةُ بِانْتِظَارِهِمْ هُمْ وَاِخْوَانُهُمْ مِنْ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَة بَلْ مِنَ النَّاسِ وَالْجَانِّ جَمِيعاً اِذَا مَاتُوا مِنْ دُونِ تَوْبَةٍ عَلَى غَيْرِ دِينِ الْاِسْلَامِ الصَّحِيحِ وَهُوَ دِينُ اَهْلِ السُّنَّة؟ نَعَمْ اَخِي فَالِاسْتِجَابَةُ الْفَوْرِيَّةُ لِاَمْرِ اللهِ لَكَ وَنَهْيِهِ تَدُلُّ عَلَى اِيمَانِكَ الصَّادِق؟ وَلْنَضْرِبْ لِذَلِكَ اَمْثِلَة؟ فَحِينَمَا نَزَلَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلّ {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنّ(أيْ عَلَى النِّسَاءِ الْمُسْلِمَاتِ اَنْ يَضْرِبْنَ بِخِمَارِهِنَّ الَّذِي يُوضَعُ عَلَى الرَّاْسِ؟ بِمَعْنَى اَنْ يَكُونَ مُتَّصِلاً بِالصَّدْرِ وَمُمْتَدّاً اِلَيْهِ؟ لَا كَمَا تَفْعَلُ الْجَاهِلِيَّاتُ فِي اَيَّامِنَا وَفِي اَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ الْاُولَى اَيْضاً؟ فَقَدْ كَانَتِ الْمَرْاَةُ تَخْرُجُ مُسْفِعَةً بِصَدْرِهَا أيْ مُظْهِرَةً لَهُ وَلِاِغْرَائِهِ وَاِغْوَائِه؟ وَكَانَتْ تَخْرُجُ اَيْضاً مُظْهِرَةً لِقُرْطَيْهَا اَوْ بَعْضِ قُرْطَيْهَا فِي اُذُنَيْهَا ثُمَّ تَتَكَسَّرُ فِي مِشْيَتِهَا لِتَزِيدَ مِنْ اِغْوَائِهَا لِمَنْ يَرَاهَا؟ وَرُبَّمَا تَلْبَسُ خِلْخَالَيْنِ فِي رِجْلَيْهَا لِتَلْفِتَ اَنْظَارَ النَّاسِ الَّذِينَ لَايَنْتَبِهُونَ اِلَى مَاتُخْفِي مِنْ زِينَتِهَا اِلَّا اِذَا ضَرَبَتْ بِرِجْلَيْهَا عَلَى الْاَرْضِ رَاقِصَةً بِخِلْخَالَيْهَا؟ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ مِنْ اَجْلِ رَدْعِهِنَّ وَاِيقَافِهِنَّ عِنْدَ حَدِّهِنّ؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى الِاسْتِجَابَةِ الْفَوْرِيَّةِ لِاَوَامِرِ اللهِ وَنَوَاهِيه؟ فَمَاهِيَ هَذِهِ الِاسْتِجَابَةُ الْفَوْرِيَّة؟ هَلْ قَالُوا مِثْلَمَا قَالَتِ الْمُعَارَضَةُ السُّورِيَّةُ الْمُنَافِقَةُ عِنْدَنَا (نفاق عمل وليس نفاق عقيدة) وَالَّذِينَ يُرِيدُونَ نَصْرَ اللهِ عَلَى بَشَّار اَنْ يَاْتِيَهُمْ بِالْمَجَّانِ وَمِنْ دُونِ مُقَابِل؟ هَلْ قَالُوا وَقُلْنَ اِنَّ الشَّعْبَ السُّورِي غَيْرُ مُؤَهَّلٍ بَعْدُ لِتَقَبُّلِ تَعَالِيمِ اللهِ وَاَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيه؟ هَلْ قَالُوا اِنَّ الشَّعْبَ السُّورِي غَيْرُ جَاهِزٍ بَعْدُ لِسَمَاعِ أيِّ شَيْءٍ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ وَاَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ لِاَنَّهُ غَيْرُ مُعْتَادٍ عَلَيْه{كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ اَفْوَاهِهِمْ اِنْ يَقُولُونَ اِلَّا كَذِبَا(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى الصَّفْوَةِ الطَّاهِرَةِ الْمُخْتَارَةِ مِنْ خَلْقِ الله؟ وَانْظُرْ اِلَى اسْتِجَابَتِهِمُ الْفَوْرِيَّةِ لِاَوَامِرِ الله؟ تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا[لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة وَاسْتَمَعَتْ اِلَيْهَا الْمُهَاجِرَات قَالَتْ عَائِشَة رَحِمَ اللهُ الْمُهَاجِرَات مَا اِنْ سَمِعْنَ هَذِهِ الْآيَةَ حَتَّى عَمَدْنَ اِلَى مُرُوطِهِنَّ بِمَعْنَى ثِيَابِهِنَّ فَشَقَقْنَهَا وَاخْتَمَرْنَ بِهَا بِمَعْنَى تَغَطَّيْنَ بِهَا وَتَحَجَّبْنَ؟ نَعَمْ اَخِي نَعَمْ اُخْتِي اِنَّهَا الِاسْتِجَابَةُ الْفَوْرِيَّةُ لِاَوَامِرِ اللهِ؟ وَلَيْسَتْ كَالِاسْتِجَابَةِ الْمُخْزِيَةِ لِلْمُعَارَضَةِ السُّورِيَّة لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُنَّ لَمْ يَقُلْنَ لَيْسَ عِنْدَنَا الْآنَ هَذِهِ الثّيَابُ الَّتِي اَمَرَ اللهُ بِالِاخْتِمَارِ بِهَا وَالتَّسَتُّرِ وَالْحِجَاب؟ بَلْ فَوْراً عَمَدْنَ اِلَى مُرُوطِهِنَّ وَثِيَابِهِنَّ فَشَقَقْنَهَا وَتَلَفَّحْنَ بِهَا عَلَى رُؤُوسِهِنَّ وَمَدَدْنَهَا وَوَصَلْنَهَا بِصُدُورِهِنَّ وَضَرَبْنَها عَلَيْهَا كَمَا اَمَرَ الله فَقَضَيْنَ بِذَلِكَ الضَّرْبِ مِنَ الْحِشْمَةِ وَالْعَفَافِ عَلَى صُدُورِهِنَّ وَعَلَى جَمِيعِ الْاَمَاكِنِ الَّتِي تُغْوِي وَتُغْرِي مَنْ يَنْظُرُ اِلَيْهَا مِنَ الرِّجَالِ فِي اَجْسَامِهِنّ؟ وَاَمَّا نِسَاءُ الْاَنْصَارِ؟ فَلَمَّا سَمِعَ الرِّجَالُ بِهَذِهِ الْآيَة؟ ذَهَبَ الرَّجُلُ الْاَنْصَارِيُّ مِنْ اَنْصَارِ رَسُولِ اللهِ فِي الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ اِلَى اُمِّهِ وَاِلَى زَوْجَتِهِ وَاِلَى ابْنَتِهِ وَاِلَى اُخْتِهِ وَاِلَى قَرِيبَتِهِ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ عَلَيْهِنّ فَمَاذَا فَعَلْنَ كَذَلِك؟ نَعَمْ اَخِي نَعَمْ اُخْتِي اِعْتَجَرْنَ بِثِيَابِهِنَّ حَتَّى صَارَ مَنْظَرُهُنَّ يُشْبِهُ مَنْظَرَ الْغِرْبَانِ بِفَضْلِ هَذِهِ الِاسْتِجَابَةِ الْفَوْرِيَّة؟ فَلَا خَيْرَ اِلَّا خَيْرُ الْآخِرَة؟ اَللَّهُمَّ ارْحَمِ الْاَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَة؟ نَعَمْ اَيَّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام وَلِذَلِكَ نَحْنُ الْآنَ وَفَوْراً عَلَيْنَا اَنْ نَقِيسَ اِيمَانَنَا هَلْ نَسْتَجِيبُ فَوْراً لِاَمْرِ اللهِ وَرَسُولِهِ؟ اَمْ نَتَلَاعَبُ مِنْ اَجْلِ اَنْ نَتَخَلَّصَ وَمِنْ اَجْلِ اَنْ نَتَمَلَّصَ مِنْ اَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَنَوَاهِيه؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّهُ مَطْلَبٌ جَمَاهِيرِيٌّ لِلْحِجَابِ الشَّرْعِيِّ مِنْ جَمِيعِ نِسَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْاَنْصَارِ وَرِجَالِهِمْ قَبْلَ اَنْ يَكُونَ مَطْلَبَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ اَجْلِ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِنَّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حِينَمَا قَالَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللهِ نِسَاؤُكَ يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَهَلَّا اَمَرْتَهُنَّ بِالْحِجَاب فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ فِي سُورَةِ الْاَحْزَابِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنّ(وَنَزَلَتِ الْآيَةُ الْاُخْرَى فِي سُورَةِ النُّورِ مِنْ اَجْلِ التَّاْكِيدِ وَالتَّشْدِيدِ عَلَى الْحِجَابِ الْعُلْوِيِّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنّ(اِيَّاكِ اُخْتِي الْفَنَّانَة؟ اِيَّاكِ اُخْتِي الرَّاقِصَة؟ اِيَّاكِ اَنْ تَصِفِي الْحِجَابَ بِالتَّخَلُّفِ وَلَوْ كُنْتِ لَاتَتَحَجَّبِين؟ لِاَنَّكِ اِذَا فَعَلْتِ فَاَنْتِ خَارِجَةٌ عَنْ دِينِ الْاِسْلَام؟ خَاسِرَةٌ لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اِنْ لَمْ تُسْلِمِي مِنْ جَدِيدٍ وَتَنْطِقِي بِالشَّهَادَتَيْنِ وَتَمُوتِي عَلَى دِينِ الْاِسْلَامِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكِ حِينَمَا تَصِفِينَ الْحِجَابَ بِالتَّخَلُّفِ؟ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكِ تَصِفِينَ اللهَ الَّذِي اَمَرَ بِهِ بِالتَّخَلُّفِ اَيْضاً؟ فَاِيَّاكِ يَااُخْتِي اَنْ تَخْسَرِي دِينَكِ مَهْمَا حَاوَلَ مَعَكِ شَيَاطِينُ الْاِنْسِ وَالْجِنّ؟ فَاِنَّكِ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ تَصِفِينَ اللهَ فِيهَا بِالتَّخَلُّفِ؟ سَتَخْسَرِينَ كُلَّ شَيْءٍ عِنْدَ الله؟ وَسَتَهْوِي بِكِ فِي جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفاً مِنْ سَخَطِ اللهِ وَغَضَبِهِ عَلَيْكِ؟ وَلَنْ يُعَوِّضَكِ شَيْءٌ اَبَداً؟ لِاَنَّكِ خَسِرْتِ اَغْلَى شَيْءٍ وَهُوَ دِينُكِ الْاِسْلَامِيّ؟ فَحَافِظِي يَااُخْتِي عَلَى هَذِهِ الْجَوْهَرَةِ الْحَقِيقِيَّةِ الثَّمِينَةِ وَهِيَ دِينُكِ الْاِسْلَامِي؟ لِاَنَّهَا هِيَ الْبَاقِيَة؟ وَهِيَ الْوَحِيدَةُ الَّتِي تَنْفَعُكِ؟ وَهِيَ الْوَحِيدَةُ الَّتِي تُخَلّصُكِ مِنْ عَذَابِ اللهِ الْاَبَدِيّ؟ نَعَمْ اَخِي وَهَذَا الْمَطْلَبُ الْجَمَاهِيرِيُّ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ فِي تَحْرِيمِ الْخَمْرِ اَيْضاً؟ فَكَانُوا يَقُولُونَ يَارَسُولَ الله؟ اُدْعُ اللهَ لَنَا اَنْ يُبَيِّنَ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَاناً شَافِياً مِنْ اِبَاحَتِهِ اَوْ تَحْرِيمِه؟ فَاِمَّا اَنْ يَكُونَ حَلَالاً؟ وَاِمَّا اَنْ يَكُونَ حَرَاماً؟ وَنَحْنُ نُرِيدُهُ اَنْ يَكُونَ حَرَاماً؟ نَعَمْ اَخِي وَلِمَاذَا هَذَا الْمَطْلَبُ الْجَمَاهِيرِيُّ الْاِيمَانِي؟ اَلسَّبَبُ اَنَّهُمْ رَاَوْا اَنَّ الْخَمْرَ لَايَتَّفِقُ مَعَ الْاِيمَان؟ لِاَنَّ الْاِيمَانَ يَطْلُبُ مِنْكَ اَخِي اَنْ تَكُونَ دَائِماً مُتَيَقّظاً وَوَاعِياً؟ وَاَمَّا الْخَمْرُ فَاِنَّهُ يَجْعَلُكَ فِي غَيْبُوبَة؟ وَلِذَلِكَ ذَهَبُوا اِلَى رَسُولِ اللهِ وَقَالُوا يَارَسُولَ اللهِ؟ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَاناً شَافِياً؟ فَمَاذَا حَدَث؟ بَقِيَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ يَنْزِلُ فِي الْقُرْآنِ عَلَى مَرَاحِلَ تَحْرِيماً غَيْرَ قَاطِعٍ وَلَاحَاسِم حَتَّى نَزَلَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلّ{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْاَنْصَابُ وَالْاَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون(فَقَالُوا انْتَهَيْنَا انْتَهَيْنَا؟ هَلْ قَالُوا اِنَّ الشَّعْبَ السُّورِي مُولَعٌ بِشُرْبِ الْخَمْرِ وَعِبَادَتِهَا وَلَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَتْرُكَ شُرْبَهَا وَلَا اَنْ يَتَخَلَّى عَنِ الرَّفَاهِيَّةِ الْمُحَرَّمَةِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْجِنْسِ وَالْكَاسِ وَالْكُسّ كَمَا اَنَّ الشَّعْبَ الْهِنْدِيَّ مُولَعٌ بِعِبَادَةِ الْبَقَرِ وَالْفِئْرَانِ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ مَطْلَبٌ جَمَاهِيرِيٌّ فِي شُرْبِهَا وَصِنَاعَتِهَا وَاِهْدَائِهَا وَالتِّجَارَةِ بِهَا وَلَانَسْتَطِيعُ اَنْ نُسَيْطِرَ عَلَى الْجَمَاهِيرِ الْهَائِجَةِ وَلَا اَنْ نَضْبِطَهَا؟ هَلْ قَالُوا ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَهَلْ يَكُونُ الْمَطْلَبُ الْجَمَاهِيرِيُّ فِيمَا يُغْضِبُ اللهَ صَحِيحاً وَمَشْرُوعاً وَلَوْ وَافَقَ جَمِيعُ النَّاسِ عَلَى الِاسْتِفْتَاءِ الْاِيجَابِيِّ عَلَيْه؟ فَاِذَا كَانَ صَحِيحاً وَمَشْرُوعاً فَلِمَاذَا اِذاً اَهْلَكَ اللهُ اَعْدَاداً هَائِلَةً مِنْ قَوْمِ نُوحٍ بِالطُّوفَان؟ وَلِمَاذَا جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى اَيْضاً{وَكَمْ اَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوح(وَلِمَاذَا اَهْلَكَ اللهُ قَوْمَ لُوطٍ وَقَدْ كَانَ مَطْلَبُهُمْ جَمَاهِيرِيّاً عَارِماً هَائِلاً فِي اِبَاحَةِ الْجِنْسِ الْمِثْلِيِّ مِنَ اللِّوَاطِ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وَلِمَاذَا اَهْلَكَ اللهُ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ وَقَدْ كَانَ مَطْلَبُهُمْ جَمَاهِيرِيّاً فِي عِبَادَتِهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِهِ{يَااَيُّهَا الْمَلَاُ مَاعَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ اِلَهٍ غَيْرِي{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ(لَعِبَ بِعُقُولِهِمُ الْخَفِيفَةِ{ فَاَطَاعُوهُ اِنَّهُم كَانُوا قَوْماً فَاسِقِين فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام وَهَلْ يَكُونُ الْمَطْلَبُ الْجَمَاهِيرِيُّ مَشْرُوعاً دَائِماً؟ فَلَوْ كَانَ مَشْرُوعاً دَائِماً فَلِمَاذَا يُؤَدِّي دَائِماً اِلَى سَفْكِ الدِّمَاءِ وَانْتِهَاكِ الْحُرُمَاتِ وَالْاَعْرَاض؟؟ نَعَمْ اَخِي لَا فَرْقَ بَيْنَ شَارِبِ الْخَمْرِ وَعَابدِ الْوَثَنِ اَبَداً كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح اِلَّا اَنْ يَكُونَ شَارِبُ الْخَمْرِ يَعْتَقِدُ بِتَحْرِيمِهَا وَيُؤْمِنُ بِاَنَّهَا مُحَرَّمَة وَيُصَدِّقُ اللهَ فِي تَحْرِيمِهَا وَلَايُكَذّبُهُ وَلَوْ كَانَ يَشْرَبُهَا؟ فَشَارِبُ الْخَمْرِ هَذَا مَازَالَ عَابِدَ الله وَلَيْسَ عَابِدَ الْوَثَن فَنَسْاَلُ اللهَ لَهُ التَّوْبَةَ وَالْهِدَايَة؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة اِنَّ الْخَمْرَ{رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوه(فَقَالُوا انْتَهَيْنَا انْتَهَيْنَا وَلَمْ يَقُولُوا كَمَا يَقُولُ حُثَالَةُ النَّاسِ فِي اَيَّامِنَا اَللهُ تَعَالَى يَقُولُ{فَاجْتَنِبُوه(وَلَمْ يَقُلْ حَرَام؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْاَقْذَار اِنَّهُ لَجَهْلٌ عَظِيمٌ مَابَعْدَهُ جَهْلٌ فِي اُمُورِ دِينِكُمْ اَيَّهَا الْاَوْغَاد؟ يَامَنِ {اسْتَحْوَذَ عَلَيْكُمُ الشَّيْطَانُ فَاَنْسَاكُمْ ذِكْرَ اللهِ(فِي مَجَالِسِ الْعِلْمِ الَّتِي لَاتَحْضُرُونَهَا اَبَداً وَلَاتُرِيدُونَ اَنْ تَتَشَرَّفُوا بِالتَّفَقُّهِ فِي دِينِ اللهِ؟ يَامَنْ تَتَكَبَّرُونَ عَلَى اللهِ وَعَلَى مَجَالِسِ عِلْمِهِ وَدُرُوسِهِ فِي الْمَسَاجِدِ وَعَلَى الْفَضَائِيَّاتِ وَالْاِذَاعَاتِ وَالْاِنْتِرْنِتِّ وَعَلَى الْعُلَمَاء؟ وَيَالَيْتَكُمْ تَكْتَفُونَ بِهَذِهِ الْوَقَاحَةِ الَّتِي مَابَعْدَهَا وَقَاحَةٌ اَبَداً؟ بَلْ اِنَّكُمْ تُطِيعُونَ الشَّيْطَانَ اَيْضاً حِينَمَا{يَاْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَاَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَالَاتَعْلَمُون(فَمَاذَا بَقِيَ لَكُمْ مِنْ رَصِيدٍ فِي هَذِهِ الْمَسَاجِدِ عِنْدَ الله؟ وَمَاذَا تَنْفَعُكُمُ الْبُنُوكُ وَلَوِ امْتَلَاَتْ بِرَصِيدِ اَمْوَالِكُمْ وَرِزْقِكُمُ الَّذِي{جَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلَالَا؟ قُلْ آ~~~~~ اللهُ اَذِنَ لَكُمْ اَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُون؟ وَمَاظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَة(هَلْ يَظُنُّونَ اَنَّ اللهَ رَاحِمُهُمْ وَخَاصَّةً حِينَمَا يَجْهَلُونَ هَذَا الْجَهْلَ الْمُرَكَّبَ فِي اُمُورِ دِينِهِمْ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى وَيَقُولُونَ اِنَّ اللهَ لَمْ يُحَرِّمِ الْخَمْرَ وَاِنَّمَا قَالَ{فَاجْتَنِبُوه(وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ مَاذَا عَنِ الْمَيْسِرِ وَهُوَ الْقُمَار وَالَّذِي يَقُولُ اللهُ عَنْهُ اَيْضاً{فَاجْتَنِبُوه(مَاذَا عَنِ الْاَنْصَابِ وَهِيَ الْاَصْنَامُ وَعِبَادَتُهَا والذبح لها؟ مَاذَا عَنِ الْاَزْلَامِ وَهِيَ عِيدَانُ الْحَظِّ وَالطَّالِعِ وَاَوْرَاقِهِ الَّتِي كَانُوا يَتَفَاءَلُونَ بِهَا اَوْ يَتَشَاءَمُون؟ مَاذَا عَنِ الرِّجْسِ النَّجِس ِمِنَ الْاَوْثَان؟ مَاذَا عَنْ قَوْلِ الزُّور؟ مَاذَا دَهَاكُمْ وَكُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ اللهُ عَنْهُ{فَاجْتَنِبُوه(وَهَذَا هُوَ الْقُرْآنُ اَمَامَكُمْ يَحْكُمُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ فَاقْرَؤُوا الْقُرْآن؟ فَهَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِاجْتِنَابِهِ لَيْسَ حَرَاماً؟ هَلْ يَقُولُ بِذَلِكَ عَاقِلٌ يَقْرَاُ كَلَامَ الله؟ مَاذَا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْاِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ اِلَّا اللَّمَمَ وَاِذَا مَاغَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُون( فَهَلْ اَصْبَحَتْ كَبَائِرُالْاِثْمِ وَالْفَوَاحِشُ وَمِنْهَا اللَّوَاط لَيْسَتْ حَرَاماً فِي رَاْيِكُمْ اَيُّهَا الشَّيَاطِين لِاَنَّ اللهَ يَقُولُ{يَجْتَنِبُون(وَهَلْ يَقُولُ بِذَلِكَ عَاقِلٌ يَاشَيَاطِينَ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ؟ يَامَنْ تُحَرِّفُونَ مَعْنَى كَلَامِ اللهِ عَنْ مَوْضِعِهِ الَّذِي اَرَادَهُ وَمَسَارِهِ الصَّحِيح؟ وَاَقُولُ لَكُم وَاُفْتِي فَتْوَى قَاطِعَة لَارَجْعَةَ عَنْهَا؟ اَنْتُمْ اِلَى الْآنَ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مَوَحِّدُون بِسَبَبِ جَهْلِكُمْ؟ وَلَكِنَّكُمْ اِذَا بَقِيتُمْ عَلَى جَهْلِكُمْ هَذَا تُكَذّبُونَ اللهَ فِي تَحْرِيمِ مَااَمَرَ اللهُ بِاجْتِنَابِهِ مِنَ الْخَمْرِ وَمِمَّا ذَكَرْتُ لَكُمْ؟ فَاَنَا عَلَى اسْتِعْدَادٍ لِاَنْ اَبْصُمَ بِاَصَابِعِي الْعَشَرَةِ عِنْدَ الله اَنَّكُمْ خَارِجُونَ عَنْ دِينِ الْاِسْلَام وَاللهُ عَلَى مَااَقُولُ شَهِيد؟ فَاِذَا بَقِيتُمْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى الْمَوْتِ وَمِنْ دُونِ اِسْلَامٍ جَدِيد؟ فَاِنَّ جَهَنَّمَ الْاَبَدِيَّةَ بِانْتِظَارِكُمْ اِلَى اَبَدِ الْآبِدِينَ وَلَنْ تَخْرُجُوا مِنْهَا اَبَداً؟ لِاَنَّكُمْ تُكَذّبُونَ اللهَ فِيمَا اَمَرَ بِاجْتِنَابِهِ؟ فَاَسْاَلكُمْ بِاللهِ وَاُنَاشِدُ عُقُولَكُمْ وَضَمَائِرَكُمْ؟ هَلْ مَنْ يُكَذّبُ اللهَ مُؤْمِنٌ اَمْ كَافِرٌ خَارِجٌ عَنْ دِينِ الْاِسْلَام؟ فَاِذَا كَانَ مَنْ يُكَذّبُ رَسُولاً وَاحِداً مِنْ رُسُلِ اللهِ؟ فَكَاَنَّمَا كَذَّبَ جَمِيعَ الْمُرْسَلِينَ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ ثَمُودَ الَّذِينَ لَمْ يُكَذّبُوا اِلَّا رَسُولاً وَاحِداً مَخْلُوقاً فَقَطْ وَهُوَ صَالِحٌ عَلَيْهِ السَّلَام؟ وَمَعَ ذَلِكَ قَال{كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِين( فَمَا بَالُكُمْ بِمَنْ يُكَذّبُ اللهَ الْخَالِقَ وَحْدَهُ فِيمَا اَمَرَ وَفِيمَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ وَفِيمَا اَمَرَ بِتَحْرِيمِهِ وَاجْتِنَابِه؟ لاشك ان من يكذب الله فانه يكذب هذا الكون الهائل اللامتناهي بما فيه من مجرات ونجوم هائلة وبما فيه من المرسلين من البشر والملائكة والجن وجميع المخلوقات التير تسبح بحمد الله بما فيها من الحيوانات والنباتات والجمادات فاين تذهبون؟ نَعَمْ اَخِي وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْاَنْصَارِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ بَعْدَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ يَذْهَبُ اِلَى دِنَانِ الْخَمْرِ فَيُرِيقُهَا فِي شَوَارِعِ الْمَدِينَةِ؟ فَاِذَا بِكَ تَرَاهَا وَكَاَنَّ السَّمَاءَ اَمْطَرَتْ عِدَّةَ اَيَّامٍ عَلَى اَرَاضِيهَا؟ وَلَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ يَقُولُ لَااَنْتَهِي عَنْهَا حَتَّى اَنْتَهِيَ اَوّلاً مِنْ شُرْبِ الْخَمْرِ الَّذِي عِنْدِي اَوْ اَبِيعَهَا لِاَنِّي اشْتَرَيْتُهَا وَخَسِرْتُ عَلَيْهَا اَمْوالاً كَثِيرَة؟ فَلَقَدْ اَعْطَاهُمُ اللهُ سُبْحَانَهُ مُهْلَةً كَافِيَةً حَتَّى يَبِيعُوهَا لِيُعَوِّضُوا شَيْئاً مِمَّا خَسِرُوهُ فِي شِرَائِهَا وَلَايُصَابُوا بِاللَّوْعَةِ عَلَى اَمْوَالِهِمْ؟ وَلِذَلِكَ اَخِي لَمْ يَنْزِلْ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ دَفْعَةً وَاحِدَة؟ وَاِنَّمَا نَزَلَ عَلَى مَرَاحِل؟ وَلَمْ يَنْزِلْ اَيْضاً تَحْرِيرُ الرِّقَابِ اَوِ الرَّقِيقِ اَوِ الْعَبِيدِ دَفْعَةً وَاحِدَة؟ وَاِنَّمَا نَزَلَ بِكَفَّارَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنْهَا كَفَّارَةُ الظِّهَارِ؟ وَالْيَمِينِ الْمُنْعَقِدَةِ؟ وَالْقَتْلِ الْخَطَاِ؟ وَاقْتِحَامِ الْعَقَبَةِ؟ حَتَّى لَايُصَابُوا اَيْضاً بِاللَّوْعَةِ الْكَبِيرَةِ الْمُفَاجِئَةِ الَّتِي لَمْ يَكُونُوا يَنْتَظِرُونَهَا اَوْ يَتَوَقَّعُونَهَا عَلَى اَمْوَالِهِمُ الَّتِي خَسِرُوهَا فِي تِجَارَةِ الرَّقِيقِ وَشِرَائِهِ وَبَيْعِهِ؟ مِمَّا قَدْ يُؤَدِّي اِلَى الرُّكُودِ الِاقْتِصَادِيِّ فِي مُجْتَمَعِهِمْ؟ وَقَدْ يَتْبَعُهُ اَيْضاً انْهِيَارٌ اقْتِصَادِيٌّ كَامِلٌ رُبَّمَا يُؤَدِّي اِلَى حُدُوثِ الْفَقْرِ وَالْبَطَالَةِ وَالْمَجَاعَاتِ فِيهَا؟ مِمَّا قَدْ يَجْعَلُهُمْ يَكْرَهُونَ هَذَا الدِّينَ كُرْهاً شَدِيداً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ مُحَمَّد{وَاِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ اُجُورَكُمْ وَلاَيَسْاَلْكُمْ اَمْوَالَكُمْ؟ اِنْ يَسْاَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ اَضْغَانَكُمْ(بِمَعْنَى اِنْ يَسْاَلْكُمْ سُبْحَانَهُ اِنْفَاقَهَا؟ أيْ اِنْ تُنْفِقُوا جَمِيعَ اَمْوَالَكُمْ بِحَفَاوَةٍ وَكَرَمٍ شَدِيدَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَايَبْقَى لَكُمْ مِنْهَا شَيْءٌ تَعْتَاشُونَ مِنْهُ؟ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ اَضَغَانَكُمْ وَاَحْقَادَكُمْ عَلَى هَذَا الدِّينِ الْعَظِيم؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَسْاَلْكُمْ اِيَّاهَا كُلَّهَا؟ وَاِنَّمَا سَاَلَكُمْ بَعْضاً قَلِيلاً مِنْهَا؟ وَتَرَكَ الْبَاقِي الْكَثِيرَ لَكُمْ؟ نَعَمْ اَخِي وَاَمَّا الرِّبَا فَاِنَّهُ لَمْ يُحَرِّمْهُ سُبْحَانَهُ بِالتَّدَرُّجِ؟ وَاِنَّمَا حَرَّمَهُ دَفْعَةً وَاحِدَةً؟ وَاَعْلَنَ حَرْباً لَاهَوَادَةَ فِيهَا عَلَى مُتَعَاطِيهِ؟ لِمَا فِيهِ مِنَ الْجَشَعِ وَالطَّمَعِ وَالْاَرْبَاحِ الْحَرَامِ؟ وَلَسْتَ بِحَاجَةٍ اَخِي اِلى اللَّوْعَةِ عَلَى الْمَالِ الْحَرَامِ؟ لِاَنَّ اللهَ لَايُبَارِكُ لَكَ فِيهِ؟ بَلْ عَلَيْكَ اَنْ تَفْرَحَ وَتَتَفَاءَلَ كَثِيراً؟ لِاَنَّ اللهَ خَلَّصَكَ مِنْهُ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَشْكُرَ اللهَ؟ لِاَنَّ نُقْطَةً صَغِيرَةً مِنَ الْمَالِ الْحَرَامِ؟ تُفْسِدُ عَلَيْكَ الْاَيَّامَ السَّعِيدَةَ الْمَعْسُولَةَ الَّتِي تَعِيشُهَا بِبَرَكَةِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ؟ مُطْمَئِنّاً فِيهَا بِذِكْرِ اللهِ الَّذِي رَزَقَكَ مِنَ الْحَلَالِ وَاَلْهَمَكَ اَنْ تَصْرِفَ الْمَالَ فِي الْحَلَالِ اَيْضاً بِمَا يُرْضِي الله؟ كَمَا اَنَّ نُقْطَةً صَغِيرَةً مِنْ زَيْتِ الْكَازِ؟ تُفْسِدُ بَرْمِيلاً كَبِيراً مِنْ عَسَلِ النَّحْلِ الصَّافِي؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} نَعَمْ اَخِي وَالْقُرْآنُ حَكِيمٌ فِي تَحْرِيمِهِ؟ وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْخَمْرَ وَقَرَنَهُ بِتَحْرِيمِ الْمَيْسِرِ اَيْضاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْخَمْرَ تُنْسِي؟ وَلِاَنَّ الْمَيْسِرَ يُلْهِي وَيُنْسِي اَيْضاً؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْخَمْرَ يُنْسِي الْاِنْسَانَ وَاجِبَاتِهِ؟ وَالْمَيْسِرُ يُلْهِي؟ تَرَاهُ يَلْعَبُ بِالْمَيْسِرِ سَاعَاتٍ عَدِيدَةً وَيُهْمِلُ شَاْنَهُ وَشَاْنَ اُسْرَتِهِ وَشَاْنَ كُلِّ مَنْ هُوَ مَسْؤُولٌ عَنْه؟ نَعَمْ اَخِي فَالْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ يُنْسِي وَ يُلْهِي عَنْ ذِكْرِ اللهِ اَيْضاً وَالْعَيَاذُ بِالله؟ نَعَمْ اَخِي وَغَيْبُوبَةُ الْمَيْسِرِ لَيْسَتْ اَقَلَّ مِنْ غَيْبُوبَةِ الْخَمْرِ؟ وَذَلِكَ وَاضِحٌ جِدّاً حِينَمَا تَرَى اَخِي لَاعِبَ الْمَيْسِرِ ضَائِعاً فِي مَتَاهَاتِ الشَّيْطَانِ وَهُوَ يَلْعَبُ الْمَيْسِرَ وَالْقُمَارَ؟ وَرُبَّمَا اجْتَمَعَ الْاَمْرَانِ فَاَصْبَحَ سَكَرْجِي خَمَرْجِي قَمَرْجِي مُقَامِر كَمَا يَقُولُ الْعَوَام؟ وَفِعْلاً فَاِنَّ اَكْثَرَ الَّذِينَ يَلْعَبُونَ بِالْقُمَارِ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَالْعَكْسُ قَدْ يَكُونُ صَحِيحاً اَيْضاً؟ نَعَمْ اَخِي وَعَالَمُ الْخَمْرِ كَعَالَمِ الْمَيْسِر؟ اِنَّهُ عَالَمُ الطَّاوِلَات؟ اِنَّهُ عَالَمُ الْقِدَاح؟ اِنَّهُ عَالَمُ السَّبِّ وَعَالَمُ الشَّتْمِ وَالتَّطَاوُلِ عَلَى اَعْرَاضِ النَّاسِ بِاَرْبَى الرِّبَا الْمَقِيتِ عِنْدَ الله؟ وَكُلُّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فِي شَيْء؟ نَعَمْ اَخِي الْمُؤْمِن لَوْ سَاَلْتُكَ هَذَا السُّؤَال؟ لِمَاذَا كَانَ الْمُسْلِمُونَ سَرِيعِينَ فِي الِاسْتِجَابَةِ لِاَوَامِرِ الله؟ هَلْ تَدْرِي لِمَاذَا اَخِي؟ لِاَنَّهُمْ يَقْرَؤُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ آيَةَ الْكُرْسِيّ؟ وَفِي آخِرِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم(فَمَا دَامَ اللهُ عَلِيّاً؟ وَمَادَامَ اللهُ عَظِيماً فِي كُلِّ شَيْء؟ فَاللهُ عَظِيمٌ فِي ذَاتِهِ؟ وَاللهُ عَظِيمٌ فِي اَفْعَالِهِ؟ وَاللهُ عَظِيمٌ فِي نِعَمِهِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ نَعَمْ اَخِي حِينَمَا تَسْتَيْقِظُ فِي الصَّبَاحِ وَاَنْتَ حَيّاً؟ فَاِنَّهَا اَكْبَرُ نِعْمَةٍ مِنَ اللهِ اَنْ يَمْنَحَكَ اللهُ يَوْماً جَدِيداً لِتَعِيشَ فِيه؟ فَاِنْ كُنْتَ قَبْلَهُ مُقَصِّراً؟ اِسْتَدْرَكْتَ الْاَمْرَ فِيهِ فَتُبْتَ اِلَى الله؟ وَاِنْ كُنْتَ قَبْلَهُ مُطِيعاً؟ زِدْتَّ فِيهِ طَاعَةً عَلَى طَاعَة؟ نَعَمْ اَخِي اَلْعُمْرُ نِعْمَة؟ فَحِينَمَا تَسْتَيْقِظُ مِنَ الْمَوْتِ الْاَصْغَرِ فِي النَّوْمِ؟ اَلَمْ يَجْعَلْ لَكَ رَبُّكَ{عَيْنَيْنِ؟ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ؟ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ(نَعَمْ اَخِي لَقَدِ اسْتَيْقَظْتَ مِنْ نَوْمِكَ وَلَكَ عَيْنَانِ تُبْصِرُ النَّورَ بِهِمَا؟ وَلَكَ شَفَتَانِ تَتَكَلَّمُ بِهِمَا وَتَسْتُرُ بِهِمَا فَمَكَ؟ فَانْظُرْ اِلَى مَنْظَرِكَ الْقَبِيحِ لَاسَمَحَ اللهُ اَخِي اِذَا فَقَدْتَّ هَاتَيْنِ الشَّفَتَيْنِ اَوِ اللِّسَانِ اَوِ الْعَيْنَيْنِ بَعْدَ عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ اضْطَّرَّتْكَ اِلَى اِزَالَتِهِمَا وَطَمْسِهِمَا؟ فَلِمَاذَا لَاتَشْكُرُ اللهَ عَلَيْهِمَا؟ لِمَاذَا لَاتَشْكُرُ اللهَ عَلَى بَدَنِكَ وَسَمْعِكَ وَبَصَرِكَ؟ لِمَاذَا لَاتَتَضَرَّعُ اِلَى اللهِ اَنْ يَحْفَظَهَا عَلَيْكَ جَمِيعاً فِي الصَّبَاحِ وَفِي الْمَسَاءِ وَاَنْتَ تُنَاجِيهِ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِكَ اَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَاخَلَق وَتَقُولُهَا عِنْدَ الْمَسَاءِ فَقَطْ ثَلَاثَ مَرَّات وَلاَتَقُلْهَا اَخِي عِنْدَ الصَّبَاح؟ ثُمَّ تَقُولُ صَبَاحاً وَمَسَاءاً بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَايَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْاَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ صَبَاحاً وَثَلَاثَ مَرَّاتٍ اَيْضاً مَسَاءً؟ ثُمَّ قُلْ رَضِيتُ بِاللهِ رَبَّا وَبِالْاِسْلَامِ دِينَا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نَبِيَّا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ صَبَاحاً وَثَلَاثَ مَرَّاتٍ اَيْضاً مَسَاءً ؟ثُمَّ قُلْ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد عَشْرَ مَرَّاتٍ صَبَاحاً وَعَشْرَ مَرَّاتٍ مَسَاءً اَيْضاً؟ ثُمَّ قُلْ اَصْبَحْنَا وَاَصْبَحَ الْمُلْكُ لِله وَالْحَمْدُ لِله وَلَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْد وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير رَبِّ اَسْاَلُكَ خَيْرَ مَافِي هَذَا الْيَوْم وَخَيْرَ مَابَعْدَه وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذَا الْيَوْم وَشَرِّ مَابَعْدَه رَبِّ اَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَر رَبِّ اَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْر اَللَّهُمَّ بِكَ اَصْبَحْنَا وَبِكَ اَمْسَيْنَا وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوت وَاِلَيْكَ النُّشُور؟ نَعَمْ اَخِي وَفِي الْمَسَاءِ قُلْ وَاِلَيْكَ الْمَصِير وَقُلْ اَمْسَيْنَا وَلَاتَقُلْ اَصْبَحْنَا؟ ثُمَّ قُلْ اَللَّهُمَّ اَنْتَ رَبِّي لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْت خَلَقْتَنِي وَاَنَا عَبْدُك وَاَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَااسْتَطَعْت اَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَاصَنَعْت اَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَاَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَاِنَّهُ لَايَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِلَّا اَنْت؟ ثُمَّ قُلْ اَللَّهُمَّ اِنِّي اَصْبَحْتُ اُشْهِدُك وَاُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِك وَمَلَائِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِك اَنَّكَ اَنْتَ اللهُ وَحْدَكَ لَاشَرِيكَ لَك وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُك اَرْبَعَ مَرَّاتٍ صَبَاحاً وَاَرْبَعَ مَرَّاتٍ مَسَاءً؟ ثُمَّ قُلْ اَللَّهُمَّ مَااَصْبَحَ اَوْ اَمْسَى بِي مِنْ نِعْمَةٍ اَوْ بِاَحَدٍ مِنْ خَلْقِك فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَاشَرِيكَ لَك فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْر مَرَّةً وَاحِدَةً صَبَاحاً وَمَرَّةً وَاحِدَةً مَسَاءً؟ ثُمَّ قُلْ اَللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي اَللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي اَللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي لَااِلَهَ اِلَّا اَنْت اَللَّهُمَّ اِنِّي اَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْر وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْر لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْت ثَلَاثَ مَرَّاتٍ صَبَاحاً وَثَلَاثَ مَرَّاتٍ مَسَاءً ؟ ثُمَّ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم سَبْعَ مَرَّاتٍ صَبَاحاً وَسَبْعَ مَرَّاتٍ مَسَاءً؟ ثُمَّ قُلْ اَللَّهُمَّ اِنِّي اَسْاَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اَللَّهُمَّ اِنِّي اَسْاَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَة فِي دِينِي وَدُنْيَاي وَاَهْلِي وَمَالِي اَللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي اَللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَاَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ اَنْ اُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي اَللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَة فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَه اَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْت اَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ وَشَرَكِهِ وَاَنْ اَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً اَوْ اَجُرَّهُ اِلَى مُسْلِم يَاحَيُّ يَاقَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ اَسْتَغِيث اَصْلِحْ لِي شَاْنِي كُلَّه وَلَاتَكِلْنِي اِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْن اَصْبَحْنَا وَاَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين اَللَّهُمَّ اِنِّي اَسْاَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذَا الْيَوْم فَتْحَهُ وَنَصْرَهُ وَنُورَهُ وَبَرَكَتَهُ وَهُدَاه وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَافِيهِ وَشَرِّ مَابَعْدَه اَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْاِسْلَام وَعَلَى كَلِمَةِ الْاِخْلَاص وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وَعَلَى مِلَّةِ اَبِينَا اِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً مُسْلِمَا وَمَاكَانَ مِنْ الْمُشْرِكِين؟ نَعَمْ اَخِي وَعِنْدَ الْمَسَاءِ قُلْ اَللَّهُمَّ اِنِّي اَسْاَلُكَ خَيْرَ مَافِي هَذِهِ اللَّيْلَة فَتْحَهَا وَنَصْرَهَا اِلَى آخِرِ الدُّعَاء وَلَاتَقُلْ خَيْرَ مَافِي هَذَا الْيَوْمِ عِنْدَ الْمَسَاء؟ ثُمَّ قُلْ اَخِي عِنْدَ الصَّبَاحِ اَيْضاً لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْد وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير مِائَةَ مَرَّةٍ عِنْدَ الصَّبَاحِ فَقَطْ وَلَااَنْصَحُكَ اَخِي بِتَرْكِهَا مَدَى الْحَيَاة وَلَوْ تَرَكْتَ جَمِيعَ الْاَذْكَار لِاَنَّهَا اَفْضَلُ الذِّكْرِ عِنْدَ الله؟ ثُمَّ قُلْ اَخِي سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةً اَيْضاً عِنْدَ الصَّبَاح وَمِائَةً اُخْرَى عِنْدَ الْمَسَاءِ اَيْضاً؟ ثُمَّ قُلْ اَخِي اَسْتَغْفِرُ اللهَ وَاَتُوبُ اِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ عِنْدَ السُّحُورِ فِي الثُّلُثِ الْاَخِيرِ مِنَ اللَّيْلِ وَقَبْلَ اَذَانِ الْفَجْرِ لِمَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى

{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْاَسْحَار(نَعَمْ اَخِي وَلَاتَنْسَ الْاَذْكَارَ بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ اَيْضاً وَالَّتِي ذَكَرْتُهَا فِي بِدَايَةِ الْمُشَارَكَةِ السَّابِقَة؟ نَعَمْ اَخِي الْاِنْسَان اَلَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَكَ مَاتَهْتَدِي بِهِ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ مِنَ النُّجُومِ بِهَاتَيْنِ الْعَيْنَيْنِ اَيْضاً {اَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن(اَلَمْ يَجْعَلِ اللهُ تَعَالَى لَكَ قَلْباً يَنْبُضُ حِينَمَا تَسْتَيْقِظُ؟ وَقَلْبُكَ يَنْبُضُ ثَمَانِينَ نَبْضَةً فِي الدَّقِيقَة؟ وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى صَلَاحِيَّةِ الْقَلْبِ كَمَا يَعْرِفُ ذَلِكَ الْاَطِبَّاءُ جَيِّداً؟ اَلَمْ يَجْعَلْ لَكَ سُبْحَانَهُ بَنْكِرْيَاساً يُفْرِزُ الْآنْسُولِين؟ اَلَمْ يَجْعَلْ لِلْقَلْبِ مَسَامَاتٍ لَاتَجْعَلُ الدَّوْرَةَ الدَّمَوِيَّةَ تَرْجِعُ اِلَى الْقَلْبِ مَرَّةً ثَانِيَةً وَاِلَّا اُصِبْتَ بِمَرَضٍ عُضَالٍ يَجْعَلُكَ تَحْتَاجُ اِلَى عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ رُبَّمَا كَلَّفَتْكَ نِصْفَ مِلْيُون لَيْرَة سُورِيَّة وَقَدْ تَنْجَحُ وَقَدْ لَاتَنْجَح؟ فَمَنِ الَّذِي مَنَحَكَ هَذَا كُلَّهُ؟ وَمَنِ الَّذِي مَنَحَكَ هَذَا اللّسَانَ النَّاطِقَ الَّذِي تَتَكَلَّمُ بِهِ؟ وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَاَخْرَسَكَ اَيُّهَا الْاِنْسَانُ الْمُعَانِدُ يَامَنْ تَشْتُمُ الْاِلَهَ بِلِسَانِكَ الَّذِي مَنَحَكَ اللهُ اِيَّاهُ وَتُقَابِلُ هَذِهِ النَّعْمَةَ بِشَتْمِ الله؟ فَهَلْ هَذَا هُوَ جَزَاءُ اللهِ عَلَى مَعْرُوفِهِ وَاِحْسَانِهِ مَعَكَ فِي نِعَمِهِ عَلَيْكَ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى وَلَوْ شَاءَ لَاَخْرَسَك؟ فَهَلْ يَرْضَى اللهُ مِنْكَ اَنْ تَظْلِمَهُ هَكَذَا وَبِهَذِهِ الْبَسَاطَةِ وَالسُّهُولَةِ بِشَتْمِكَ لَهُ وَبِاِشْرَاكِكَ مَعَهُ اِلَهاً آخَرَ لَمْ يُنْعِمْ عَلَيْكَ شَيْئاً وَمَعَ ذَلِكَ تَشْكُرُهُ هُوَ وَلَاتَشْكُرُ اللهَ بَلْ تَشْتُمُهُ؟ وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيّ يَاعِبَادِي اِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّماً فَلَا تَظَالَمُوا(اَلَيْسَ هَذَا كَثِيرٌ جِدّاً وَظُلْمٌ كَبِيرٌ جِدّاً بِحَقِّ اللهِ يَجْعَلُكَ تَخْرُجُ عَنْ جَمِيعِ الْحُدُودِ وَالْآدَابِ الْمَطْلُوبَةِ فِي التَّعَامُلِ مَعَ الله؟ فَمَنِ الَّذِي وَهَبَ لَكَ هَذِهِ النِّعَم؟ وَمَنِ الَّذِي وَهَبَ لَكَ هَذَا الْقَلْب؟ وَمَنِ الَّذِي وَهَبَ لَكَ اللّسَان؟ وَمَنِ الَّذِي وَهَبَ لَكَ الْعَيْنَيْن؟ مَنِ الَّذِي اَحْيَانَا ثُمَّ يُمِيتُنَا؟ هَلْ هِيَ هَذِهِ الْآلِهَةُ الْمُزَيَّفَةُ الْبَشَرِيَّةُ اَوِ الصَّنَمِيَّةُ الْوَثَنِيَّةُ الَّتِي تَعْبُدُهَا مِنْ دُونِ الله؟ هَلْ تَفَضَّلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآلِهَةُ الْمُزَيَّفَةُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ الَّذِي تَفَضَّلَ اللهُ بِهِ عَلَيْك؟ بِاللهِ عَلَيْكَ اَخِي اَجِبْنِي بَعْدَ اَنْ تَجْعَلَ ضَمِيرَكَ وَعَقْلَكَ وَوُجْدَانَكَ صَاحِياً تَمَاماً مِنْ اَجْلِ اَنْ تَصِلَ اِلَى هَذِهِ الْحَقِيقَةِ الْكُبْرَى مِنْ دُونِ غَبَشٍ عَلَى عَيْنَيْكَ وَلاضَبَابٍ فِيهِمَا وَلَا فِي عَقْلِكَ وَقَلْبِك؟ فَهَلْ يَسْتَحِقُّ اللهُ مِنْكَ بَعْدَ هَذَا كُلِّهِ اَنْ تَشْتُمَه؟ وَهَلْ فَهِمْتَ مَعِي الْآنَ جَيِّداً لِمَاذَا خَلَقَ اللهُ جَهَنَّم؟ اِنَّهَا مِنْ اَجْلِ اللَّئِيمِ مَعَ خَالِقِهِ وَخَلْقِهِ اَمْثَالِكَ اِنْ لَمْ تَتُبْ اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً تَجْعَلُكَ تَمُوتُ عَلَى دِينِ الْاِسْلَام؟ مَااَجْحَدَكَ اَيَّهَا الْاِنْسَان؟ اَسْبَغَ عَلَيْكَ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَة؟ فَمَا دَامَ اللهُ قَدْ اَعْطَاكَ كُلَّ هَذِهِ النِّعَمِ وَالْمِنَحِ؟ وَقَدْ يَسْلُبُ اللهُ مِنْكَ اَوْ مِنْ غَيْرِكَ جُزْءاً مِنْ هَذِهِ النِّعْمَة؟ حَتَّى تَتَذَكَّرَ اللهَ بَعْدَ نِسْيَانٍ وَغَفْلَةٍ هَائِلَةٍ لَايَسْتَحِقُّهَا مِنْكَ سُبْحَانَهُ؟ ثُمَّ تَشْكُرَهُ عَلَى مَااَعْطَاكَ اِيَّاهُ وَحَرَمَ غَيْرَكَ؟ اَوْ تَشْكُرَهُ عَلَى مَااَبْقَاهُ لَكَ وَلَوْ حَرَمَكَ جُزْءاً مِنْهُ يَسِيراً اَوْ كَثِيراً؟ وَلَقَدْ رَكِبْتُ مَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ فِي سَيَّارَةِ اُجْرَةٍ؟ ثُمَّ وَقَفَتِ السَّيَّارَةُ؟ فَقَالَ لِي سَائِقُهَا بَعْدَ حِين؟ اَرْجُوكِ هَلْ اِشَارَةُ الْمُرُورِ حَمْرَاءُ اَوْ خَضْرَاء؟ فَقُلْتُ لَهُ لِمَاذَا تَسْاَلُنِي اَمَا تَرَاهَا وَاضِحَةً اَمَامَ عَيْنَيْك؟ فَقَالَ اَرْجُو اَنْ تَعْذُرِينِي لِاَنِّي مُصَابٌ بِعَمَى الْاَلْوَان؟ فَتَصَوَّرْ مَعِي اَيَّهَا الْجَاحِدُ لِنِعْمَةِ رَبِّه؟ تَصَوَّرْ مَعِي يَا مَنْ تَشْتُمُ خَالِقَكَ وَخَالِقَ لِسَانِكَ وَعَيْنَيْك؟ تَصَوَّرْ مَعِي اِنْسَاناً مُصَاباً بِعَمَى الْاَلْوَانِ؟ حَتَّى تَشْعُرَ بِقِيمَةِ النِّعْمَةِ الَّتِي اَنْعَمَهَا اللهُ عَلَيْكَ فِي عَيْنَيْكَ الَّتِي تَرَى جَمِيعَ الْاَلْوَانِ فِيهِمَا؟ وَاَنْتُمْ اَيْضاً يَامَنْ عَمِيَتْ قُلُوبُكُمْ عَنِ اللهِ؟ وَعَنِ التَّفَقُّهِ فِي دِينِ اللهِ؟ وَعَمَّا اَعَدَّهُ لُكُمْ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ وَالْعَذَابِ الْاَلِيمِ؟ فَاِذَا اُصِيبَ الْوَاحِدُ مِنْكُمْ فِي عَيْنَيْهِ؟ فَلَايَدْرِي هَلْ اِشَارَةُ الْمُرُورِ حَمْرَاءُ اَمْ خَضْرَاء؟ وَلِذَلِكَ قَدْ تُسْحَبُ مِنْكُمْ اِجَازَةُ قِيَادَةِ السَّيَّارَة؟ وَرُبَّمَا يَسْحَبُ اللهُ جَمِيعَ مَقَاعِدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ؟ وَيُعْطِيكُمْ مَقَاعِدَ فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ عِوَضاً عَنْهَا؟ وَرُبَّمَا يَكُونُ الْعَكْسُ وَاللهُ اَعْلَم؟ فَاعْمَلُوا لِدُنْيَاكُمْ وَآخِرَتِكُمْ؟ فَكَمَا تَدِينُونَ تُدَانُون؟ نَعَمْ اَخِي اَنْتَ عَاقِلٌ وَلَسْتَ مَجْنُوناً؟ فَمَنِ الَّذِي مَنَحَكَ الْعَقْل؟ اَلَيْسَ سُبْحَانَهُ قَادِراً عَلَى اَنْ يَسْلُبَ مِنْكَ هَذَا الْعَقْلَ فَتَصِيرَ مَجْنُوناً؟ مَنِ الَّذِي مَنَحَكَ الذَّاكِرَة؟ اَلَيْسَ جَلَّ جَلَالُهُ قَادِراً عَلَى اَنْ يَسْلُبَ مِنْكَ هَذِهِ الذَّاكِرَةَ فَتَصِيرَ خَرِفاً يَلْعَبُ مَعَكَ الْاَوْلَادُ الصِّغَارُ وَيَضْحَكُونَ عَلَيْكَ وَقَدْ يَرْمُونَكَ بِالْحِجَارَة؟ فَيَامَنْ تَتَكَبَّرُونَ؟ وَيَامَنْ تَتَجَبَّرُونَ؟ وَيَامَنْ تَتَعَالَوْنَ عَلَى خَلْقِ الله؟ اَنْتُمْ فِي قَبْضَةِ اللهِ؟ فَهَلْ تَسْتَطِيعُونَ اَنْ تَهْرُبُوا اَوْ تُفْلِتُوا مِنْ قَبْضَةِ اللهِ وَلَوْ طَالَتْ اَعْمَارُكُمْ؟ وَلَوْ عِشْتُمْ اَلْفَ سَنَةٍ مُنَعَّمِينَ مُرَفَّهِينَ تَحْلُمُونَ بِغَدٍ اَفْضَل مِنَ الْاَمْوَالِ الْحَرَامِ الَّتِي تَكْسَبُونَهَا مِنْ عُلُوِّكُمْ وَفَسَادِكُمْ فِي الْاَرْضِ وَتَجَبُّرِكُمْ عَلَى خَلْقِ الله؟ حَتَّى وَلَوْ بَقِيتُمْ اَلْفَ سَنَةٍ فِي الْمُسْتَشْفَى تَعِيشُونَ عَلَى اَحْدَثِ اَجْهِزَةِ الْحَيَاةِ الزَّائِفَةِ بِمَوْتٍ سَرِيرِيٍّ بَقِيَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهَا شَارُونُ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ لِمُدَّةِ ثَمَانِي سَنَوَات؟ ثُمَّ مَاذَا بَعْدَ ذَلِكَ؟ هَلْ تَسْتَطِيعُونَ النَّجَاةَ مِنْ عَذَابِ اللهِ بَعْدَ اَنْ تُدْفَنُوا فِي قُبُورِكُمْ {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (حَتَّى يَنْجُوا مِنْ عَذَابِ الله؟ فَلِمَاذَا يَااَحْفَادَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِير؟ لِمَاذَا يَاخَنَازِيرَ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ الْمُجْرِمِينَ تَخَافُونَ مِنَ الْمَوْت؟ لِمَاذَا وَاَنْتُمْ تَزْعُمُونَ اَنَّ اَحَداً مِنَ النَّاسِ لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ اِلَّا اَنْتُمْ{وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ اِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً اَوْ نَصَارَى؟ تِلْكَ اَمَانِيُّهُمْ؟ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ اِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين(فَاِذَا كُنْتُمْ سَتَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَحْدَكُمْ وَلَنْ يَدْخُلَهَا غَيْرُكُمْ؟ وَاِذَا كَانَ لَكُمُ الْحَقُّ الْحَصْرِيُّ وَحْدَكُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ؟ فَلِمَاذَا تَخَافُونَ مِنَ الْمَوْت؟ وَاَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى اَنَّكُمْ تَخَافُونَ مِنَ الْمَوْتِ؟ هُوَ اَنَّكُمْ خِفْتُمْ عَلَى شَارُونَ مِنَ الْمَوْتِ وَمِمَّا بَعْدَ الْمَوْتِ؟ حَتَّى جَعَلْتُمُوهُ يَعِيشُ طَوَالَ هَذِهِ السَّنَوَاتِ عَلَى هَذِهِ الْاَجْهِزَةِ الّتِي جَعَلَتْكُمْ تَخْسَرُونَ مِنَ الْاَمْوَالِ مِنْ اَجْلِ الْاِبْقَاءِ عَلَى شَيْءٍ مِنْ حَيَاتِهِ مَا رُبَّمَا قَدْ يَكْفِي لِاِطْعَامِ الْجَائِعِينَ عِنْدَنَا فِي سُورِيَا؟ نَعَمْ وَاَخِيراً مَاتَ شَارُونُ بَعْدَ طُولِ انْتِظَار؟ فَهَلْ سَيَنْجُو شَارُونُ مِنْ عَذَابِ اللهِ بِهَذِهِ الْاَمْوَالِ الَّتِي تَحْرِمُونَ مِنْهَا هَؤُلاَءِ الْجَائِعِينَ وَالْمَرْضَى؟ اَمْ سَيَكُونُ قَائِدَكُمْ اِلَى حَرِيقِ الْجَحِيمِ الْاَبَدِيِّ اِنْ لَمْ تَمُوتُوا عَلَى دِينِ الْاِسْلَام الَّذِي لَايَقْبَلُ اللهُ دِيناً غَيْرَهُ اَبَداً؟ وَهَذِهِ هِيَ الْحَقِيقَةُ الْمُرَّةُ الشَّافِيَةُ الَّتِي لَنْ تَسْتَطِيعُوا اَنْ تَهْرُبُوا مِنْهَا اَبَداً مَهْمَا تَجَاهَلْتُمُوهَا؟ وَمَا اَتَيْتُ بِهَا مِنْ عِنْدِي وَلَا مِنْ بَيْتِ اَبِي؟ وَاِنَّما مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الَّذِي يَقُول{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْاِسْلَامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين(فَلِمَاذَا يَكْذِبُ عَلَيْكُمْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ فِي هَذِهِ الْحَقِيقَةِ؟ وَمَامَصْلَحَتُهُ وَلَمْ يُجَرِّبْ عَلَيْهِ قَوْمُهُ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ كَذِباً قَطُّ؟ وَلَمْ يَتَّهِمُوهُ بِخِيَانَةِ الْاَمَانَةِ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ؟ وَاِنَّمَا كَانُوا يُلَقّبُونَهُ بِالصَّادِقِ الْاَمِين؟ بَلْ اَنْتُمْ اَيْضاً فِي اَيَّامِنَا تَشْهَدُونَ لَهُ اَنَّهُ يَسْتَطِيعُ بِهَذَا الدِّينِ الْاِسْلَامِيِّ الْعَظِيمِ الَّذِي لاَيَقْبَلُ اللهُ دِيناً غَيْرَهُ اَنْ يَحُلَّ جَمِيعَ مَشَاكِلِ الْعَالَمِ قَبْلَ اَنْ يَنْتَهِيَ مِنْ تَنَاوُلِ فِنْجَانِ الْقَهْوَةِ مَعَ السِّيجَارَة لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ الدِّينُ الْوَحِيدُ الْقَادِرُ عَلَى حَلِّ جَمِيعِ مَشَاكِلِ الْعَالَمِ وَمَايُعَانِيهِ مِنْ تَخَبُّطٍ وَضَيَاع؟ وَقَدْ كَانَ بِاِمْكَانِهِ اَنْ يَمُوتَ عَلَى غَيْرِ دِينِ الْاِسْلَامِ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَفْعَل؟؟ وَلِذَلِكَ اِيَّاكَ ثُمَّ اِيَّاكَ اَخِي اَنْ تُطِيعَ اَحَداً فِي مَعْصِيَةِ اللهِ؟ فَاِنَّهُ لَنْ يُنْجِيَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ اَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله(اَخْزَاهُمُ اللهُ اِنْ لَمْ يَهْدِهِمْ{ وَالَّذِينَ آمَنُوا اَشَدُّ حُبّاً لِله(فَاِذَا اتَّبَعْتَنِي اَخِي وَاَنَا مُنْحَرِفَةٌ عَنْ مَنْهَجِ اللهِ وَطَاوَعْتَنِي عَلَى ضَلَالِي؟ فَهَلْ اَسْتَطِيعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اَنْ اُنْقِذَكَ مِمَّا يَنْتَظِرُكَ وَيَنْتَظِرُنِي مَعَكَ مِنْ عَذَابِ الله؟ فَمِنَ الْجَائِزِ اَنْ اَكُونَ فِي الدُّنْيَا لِي وَجَاهَةٌ وَاَمْلِكُهَا وَاَسْتَطِيعُ اَنْ آمُرَكَ وَاَفْرِضَ عَلَيْكَ مَااَشَاءُ مِنَ الْاَوَامِرِ الشَّيْطَانِيَّة؟ لَكِنَّكَ اِذَا وَقَعْتَ فِي مَكْرُوهٍ يَجْعَلُ اللهَ يَسْخَطُ عَلَيْكَ وَعَلَيَّ وَيَغْضَبُ مِنِّي وَمِنْكَ وَيَلْعَنُكَ وَيَلْعَنُنِي مَعَكَ؟ فَقَدْ تَظُنُّ اَنِّي اَسْتَطِيعُ اَنْ اُنْجِيَكَ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ فَاسْتمَعْ مَاذَا يَقُولُ الْقُرْآنُ لِتَعْرِفَ اِنْ كُنْتُ اَسْتَطِيعُ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلَا {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا اِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ اَنَّ الْقُوَّةَ لِلهِ جَمِيعاً؟ وَاَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَاب؟ اِذْ تَبَرَّاَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا(نَعَمْ سَاَتَبَرَّاُ مِنْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اِذَا اتَّبَعْتَنِي اَخِي عَلَى الْبَاطِلِ؟ وَلَنْ يَنْفَعَنِي ذَلِكَ وَلَنْ يَنْفَعَكَ بَلْ{كُلَّمَا دَخَلَتْ اُمَّةٌ لَعَنَتْ اُخْتَهَا{اَلْاَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ اِلَّا الْمُتَّقِين{وَرَاَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْاَسْبَاب(نَعَمْ اَخِي هُنَاكَ تَابِعٌ؟ وَهُنَاكَ اَيْضاً مَتْبُوع؟ وَدَائِماً اَلنَّاسُ يَتَّبِعُونَ الْقَوِيّ؟ وَالتَّابِعُ يَكُونُ ضَعِيفاً؟ فَيَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَمَا يُؤْمَرُ بِهِمْ جَمِيعاً اِلَى نَارِ جَهَنَّمَ؟ يَقُولُ التَّابِعُونَ الضُّعَفَاءُ لِلْمَتْبُوعِينَ الْاَقْوِيَاءِ؟ اَنْقِذُونَا كَمَا كُنْتُمْ تُنْقِذُونَنَا فِي الدُّنْيَا مِنْ اَصْعَبِ الْمَشَاكِلِ وَالْوَرْطَات؟ فَمَاذَا يَحْصَلُ؟ كُلٌّ يَتَبَرَّاُ مِنَ الْآخَر{اِذْ تَبَرَّاَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا(وَهُمُ الْاَقْوِيَاءُ(مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا(وَهُمُ الضُّعَفَاء{وَرَاَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الْاَسْبَابُ(وَهِيَ الرَّوَابِطُ الَّتِي كَانَتْ تَرْبِطُهُمْ فِي الدُّنْيَا؟ تَقَطَّعَتْ عَنْهُمْ وَزَالَتْ فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ نَعَمْ اَخِي فَهَؤُلَاءِ الْاَقْوِيَاءُ الضَّالُّونَ الْمُضِلُّونَ؟ سَيَتَقَدَّمُونَ مَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ الضُّعَفَاءِ اِلَى نَارِ جَهَنَّمَ وَعَلَى رَاْسِهِمْ فِرْعَوْنُ{يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَاَوْرَدَهُمُ النَّارُ؟ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُود؟ وَاُتْبِعُوا فِي هَذِهِ(الدُّنْيَا{لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُود(وَلِذَلِكَ مَاذَا يَقُولُ الضُّعَفَاءُ التَّابِعُونَ بَعْدَ ذَلِك{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ اَنَّ لَنَا كَرَّةً(أيْ رَجْعَةً اِلَى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَثُورَ عَلَيْهِمْ وَنَنْتَصِرَ بِمَنْطِقِ وُحُوشِ الْغَابَةِ وَمَنْطِقِ الْقَوِيٍّ الَّذِي يَاْكُلُ الضَّعِيفَ تَجَبُّراً وَتَكَبُّراً وَاسْتِعْلَاءً فِي الْاَرْضِ وَفَساداً؟ اَوْ بِمَنْطِقِ الضَّعِيفِ الْغَادِرِ الَّذِي يَتَمَسْكَنُ حَتَّى يَتَمَكَّنَ مِنْ رَقَبَةِ الْقَوِيِّ؟ لَفَعَلْنَا وَمَاقَصَّرْنَا؟ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ{فَنَتَبَرَّاَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُوا مِنَّا(وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ عَلَى الْفَقِيرِ الْمُتَعَجْرِفِ وَالْغَنِيِّ الْمُتَكَبِّرِ اَنْ يَعُودَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا اِلَى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِيَسْتَدْرِكَ مَافَاتَهُ مِنْ تَقْصِيرٍ فَي الْخَيْرِ اَوِ الشَّرِّ اَوْ فِي التَّشَفّي اَوِ الِانْتِقَامِ مِمَّنْ خَذَلَهُ؟ فَهَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا هِيَ نِهَايَةُ الْمَطَافِ اَيُّهَا الْاِخْوَة وَلَارَجْعَةَ بَعْدَهَا اِلَيْهَا اَبَداً؟ فَاِمَّا جَنَّةٌ اَبَدِيَّة؟ اَوْ جَحِيمٌ اَبَدِيَّةٌ مُشْتَاقَةٌ جِدّاً اِلَى التَّشَفّي وَالِانْتِقَامِ مِنْ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً اَكْثَرَ مِنِ اشْتِيَاقِهِمْ اِلَى انْتِقَامِهِمْ مِنْ بَعْضِهِمْ مِمَّنْ خَذَلَهُمْ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظ(وَلِذَلِكَ فَالْمَحْظُوظُ وَصَاحِبُ الْحَظِّ السَّعِيدِ فَقَطْ هُوَ مَنْ مَاتَ عَلَى دِينِ الْاِسْلَامِ السُّنِّيِّ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى بَعْدَ ذَلِكَ{كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ اَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ؟ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار(لَا التَّابِعُ وَلَا الْمَتْبُوع؟ اِلَّا مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ عَلَى دِينِ الْاِسْلَامِ؟ فَاِنَّهُ يَخْرُجُ بَعْدَ عَذَابٍ طَوِيلٍ جِدّاً بَعْدَ مَلَايِينِ السِّنِين؟ بِدَلِيلِ آيَاتٍ وَاَحَادِيثَ صَحِيحَةٍ كَثِيرَة لَامَجَالَ لِذِكْرِهَا الْآن؟ نَعَمْ اَخِي وَحَتَّى وَلَوْ كَانَ وَالِدَاكَ مَتْبُوعَيْنِ؟ وَكُنْتَ تَابِعاً لَهُمَا؟ فَاِذَا اَمَرَاكَ بِالْمَعْصِيَةِ مِمَّا يُغْضِبُ اللهَ{فَلَا تُطِعْهُمَا؟ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفَا(وَاِلَّا وَاللهِ لَنْ يَنْفَعَاكَ؟ اِلَّا اِذَا اَطَعْتَهُمَا فِيمَا يُرْضِي الله؟ فَلَا طَاعَةَ عَلَيْكَ لِمَخْلُوقٍ مَهْمَا عَظُمَ شَاْنُهُ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ؟ وَاِلَّا عَلَيْكَ اَنْ تَتَحَمَّلَ الْعَوَاقِبَ الْوَخِيمَةَ اَنْتَ وَمَنْ اَطَعْتَهُ فِي غَضَبِ الله؟ نَعَمْ اَخِي يَاسَلَام عَلَى حَلَاوَةِ الْاِيمَان؟ وَيَاسَلَام عَلَى اِنْسَانِيَّةِ الْاِيمَانِ وَالْاِسْلَام؟ نَعَمْ اَخِي وَسَاَحْكِي لَكَ قِصَّةً ظَرِيفَةً طَرِيفَةً؟ بَطَلُهَا خَلِيفَةٌ عَزِيزٌ جِدّاً عَلَى قَلْبِي وَكَمْ اُحِبُّهُ؟ وَهُوَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَرَحِمَهُ تَعَالَى؟ وَالَّذِي اسْتَطَاعَ فِي عَامَيْنِ اَنْ يُغَيِّرَ كُلَّ شَيْءٍ؟ وَاَنْ يَقْضِيَ عَلَى الْفَسَادِ؟ وَاَنْ يُؤَلّفَ بَيْنَ الْاُمَّةِ مَعَ اخْتِلَافِ مَذَاهِبِهَا وَدِينِهَا؟ فَحِينَمَا تَوَلَّى الْخِلَافَةَ رَحِمَهُ الله؟ عَزَلَ الْوُلَاةَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَ خِلَافَتِهِ؟ وَاسْتَبْدَلَهُمْ بِوُلَاةٍ يَثِقُ فِيهِمْ؟ فَاسْتَمِعْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الْحَادِثَة؟ كَانَ مِنْ وُلَاةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ رَجُلٌ اسْمُهُ عَدِيُّ بْنُ اَرْطَاَةَ؟ فَكَتَبَ اِلَى اَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَائِلاً؟ اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَاِنِّي اَعْلَمُ رِجَالاً؟ قَدِ اقْتَطَعُوا مِنْ اَمْوَالِ اللهِ قَبْلَكَ الْكَثِيرَ وَالْكَثِير؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ اَخَذُوا اَمْوَالاً كَثِيرَةً مِنْ اَمْوَالِ الْاُمَّةِ وَسَرَقُوهَا قَبْلَ اَنْ تَتَوَلَّى الْخِلَافَةَ اَيُّهَا الْاَمِير؟ وَهُمْ يُخَبِّئُونَهَا؟ وَلَااَسْتَطِيعُ اَنْ اَسْتَخْرِجَهَا مِنْهُمْ اِلَّا بِشَيْءٍ مِنَ التَّعْذِيب؟ بِمَعْنَى اَنِّي اَحْتَاجُ اِلَى اَنْ تَاْذَنَ لِي بِتَعْذِيبِهِمْ وَضَرْبِهِمْ شَيْئاً يَسِيراً حَتَّى يَعْتَرِفُوا اَيْنَ خَبَّؤُوا هَذِهِ الْاَمْوَال؟ فَاسْتَمِعْ اَخِي اِلَى كُلِّ كَلِمَة؟ وَحَاوِلْ اَنْ تَفْهَمَهَا جَيِّداً؟ فَبِاَيِّ شَيْءٍ اَجَابَهُ؟ وَمَاذَا قَالَ لَهُ عُمَر؟ وَيْلَك؟ وَيْحَك؟ اَتَسْتَاْذِنُنِي فِي تَعْذِيبِ بَشَر؟ بِمَعْنَى هَلْ تَاْخُذُ اِذْنِي مِنْ اَجْلِ اَنْ تُعَذّبَ بَشَراً؟ فَوَاللِه لَنْ اَكُونَ لَكَ جُنَّةً يَوْمَ الْقِيَامَة؟ بِمَعْنَى لَنْ اَسْتَطِيعَ اَنْ اَقِيَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْعَذَاب؟ وَلَنْ يَسْتَطِيعَ رِضَائِي عَنْكَ اَنْ يَمْنَعَكَ مِنْ عَذَابِ الله؟ وَلْنَفْرِضْ اَنَّكَ اَرْضَيْتَنِي بِتَعْذِيبِ هَؤُلَاء؟ وَلْنَفْرِضْ اَنِّي رَضِيتُ بِتَعْذِيبِهِمْ؟ بَلْ طَلَبْتُ مِنْكَ ذَلِكَ اَيْضاً بِاِلْحَاح؟ فَمَاذَا اَنْفَعُكَ اِذَا كُنْتَ تُسْخِطُ اللهَ بِذَلِك؟ وَمَاذَا يَنْفَعُكَ رِضَايَ عَنْكَ بِالْبَاطِل؟ هَلْ يَحْمِيكَ مِنْ سَخَطِ اللهِ وَغَضَبِهِ عَلَيَّ وَعَلَيْك؟ فَقَالَ عَدِيُّ بْنُ اَرْطَاَةَ؟ فَمَاذَا اَفْعَلُ اِذاً؟ فَقَالَ عُمَرُ؟ اُدْعُ هَؤُلَاءِ اِلَيَّ وَاسْاَلْهُمْ؟ فَاِنِ اعْتَرَفُوا اَوْ اَقَرُّوا اِقْرَاراً لَيْسَ فِيهِ عُنْفٌ وَلَيْسَ فِيهِ تَعْذِيبٌ؟ فَاحْكُمْ عَلَيْهِمْ بِاِقْرَارِهِمْ؟ وَاِنْ اَنْكَرُوا؟ فَاِنِ اسْتَطَعْتَ اَنْ تُقِيمَ عَلَيْهِمُ الْبَيِّنَةَ وَالدَّلِيلَ عَلَى سَرِقَتِهِمْ؟ فَخُذْهُمْ بِالبَيِّنَة؟ فَاِنْ عَجَزْتَ عَنْ اِقَامَةِ الْبَيِّنَةِ؟ فَاطْلُبْ مِنْهُمُ الْيَمِينَ الْحَاسِمَة؟ فَاِنْ حَلَفُوا؟ فَاَطْلِقْ سَرَاحَهُمْ؟ وَلَاتُبْقِهِمْ سَاعَةً وَلَوْ حَلَفَ الْحَرَامِي مِنْهُمْ عَلَى الْيَمِينِ كَاذِباً وَلَوْ جَاءَهُ الْفَرَجُ؟ فَاَطْلِقْ سَرَاحَهُمْ؟ وَامْنَعْهُمْ مِنْ مُغَادَرَةِ الْبِلَادِ؟ وَافْرِضْ عَلَيْهِمُ الْاِقَامَةَ الْجَبْرِيَّةَ؟ وَضَعْهُمْ تَحْتَ الْمُرَاقَبَةِ؟ وَلَاتُضَيِّقْ عَلَيْهِمْ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ؟ اِلَى اَنْ تَجِدَ الدَّلِيلَ الْقَاطِعَ عَلَى خِيَانَتِهِمْ اَوْ بَرَاءَتِهِمْ مَهْمَا طَالَتِ الْاَيَّام؟ فَاِنْ لَمْ تَجِدْهُ؟ فَاكْفُفْ عَنْهُمْ؟ فَوَاللهِ الَّذِي لَااِلَهَ غَيْرُهُ؟ لَاَنْ يَلْقَى هَؤُلَاءِ رَبَّهُمْ بِخَيَانَاتِهِمْ؟ اَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ اَنْ اَلْقَى رَبِّي وَقَدْ ضُرِبَ مِنْ اَجْلِي رَجُلٌ سَوْطاً وَاحِداً ظُلْماً؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى السَّوْطِ الْوَاحِدِ فَقَطْ وَهُوَ الْكُرْبَاجُ الَّذِي قَدْ يُضْرَبُ بِهِ خَطَاً اِنْسَانٌ مَظْلُومٌ ظُلْماً؟ فَدَعْهُمْ عَلَى سَرِقَتِهِمْ وَخِيَانَتِهِمْ اَحْرَاراً؟ وَاَطْلِقْ سَرَاحَهُمْ؟ وَذَلِكَ اَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ اَنْ يَقُولَ لِي رَبُّ الْعِزَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ كَيْفَ اَذِنْتَ بِضَرْبِ بَرِيءٍ ظُلْماً وَلَوْ عَنْ طَرِيقِ الْخَطَاْ؟ وَحَتَّى وَلَوْ حَصَلَ الْقَتْلُ عَنْ طَرِيق ِالْخَطَاِ غَيْرِ الْمَقْصُودِ؟ فَاِنَّ اللهَ لَايُعْفِيكَ اَخِي اَبَداً مِنْ كَفَّارَةٍ مُغَلَّظَةٍ؟ فِيهَا مَايَشِيبُ مِنْهُ الطِّفْلُ الرَّضِيعُ مِنْ تَحْرِيرِ رَقَبَةٍ؟ وَدِيَةٍ مُغَلَّظَةٍ يَصِلُ مَدَاهَا اِلَى مِائَةِ نَاقَة؟ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ الله؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا الْمُنْدَسُّون؟ وَاَمَّا الْاِرْهَابِيُّونَ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ الَّذِينَ لَاعَلَاقَةَ لَهُمْ بِاللَّيَاقَةِ بِاَحْكَامٍ عُرْفِيَّةٍ فِي السُّجُون؟ وَمِنْ دُونِ مُحَاكَمَاتٍ عَادِلَة؟ وَبِسَبَبِ مَزْحَةٍ صَغِيرَةٍ مِنْ رُوحِ الْفُكَاهَةِ وَالدُّعَابَةِ الَّتِي يَحْمِلُونَهَا فِي قُلُوبِهِمُ الطَّاهِرَةِ النَّظِيفَة؟ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ كَبِيرٍ وَلَاصَغِير؟ فَاَيْنَ هُمْ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَاَخْلَاقِه؟ وَاَيْنَ هُمْ مِنَ الْحُسَيْنِ وَاَخْلَاقِه؟ وَاَيْنَ هُمْ مِنْ اَخْلَاقِ آلِ الْبَيْتِ الْكِرَام؟ اَيْنَ هُمْ مِنْ اَخْلَاقِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله؟ اَيْنَ هُمْ مِنْ اَخْلَاقِ الرَّبِّ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَاْمُرُهُمْ اَنْ يَكُونُوا رَبَّانِيِّينَ رُحَمَاءَ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَعَلَى عَدُوِّهِمْ اَيْضاً بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُون(اَيْنَ هَؤُلَاءِ وَهُمْ يَسْمَعُونَ صُرَاخَ هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاءِ وَاسْتِغَاثَاتِهِمْ وَهُمْ يَقُولُونَ يَارَبّ لَمْ يَرْحَمْنَا هَؤُلَاءِ وَ فِينَا اَطْفَالٌ رُضَّع؟ وَفِينَا شَبَابٌ خُشَّع؟ وَفِينَا شُيُوخٌ رُكَّع؟ نَعَمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَوْلَاهُمْ لَصَبَّ اللهُ عَلَى دَاعِشَ وَحُلَفِائِهَا الْمُجْرِمِينَ الْعَذَابَ صَبّاً؟ بِاللهِ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة اِذَا بَايَعْنَا اَمْثَالَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي اَيَّامِنَا؟ اَلَيْسَ ذَلِكَ خَيْرٌ لَنَا مِنْ اَنْ نُبَايِعَ اَمْثَالَ الْبَغْدَادِي الْمُجْرِم ِالْاِرْهَابِيِّ الْاَكْبَرِ الَّذِي اَخْطَاَ فِي فَهْمِ الدِّينِ الْاِسْلَامِيِّ خَطَاً فَادِحاً فَكَانَ قَائِدَ هَؤُلَاءِ الْاِرْهَابِيِّينَ الظَّلَامِيِّينَ السَّجَّانِينَ الْغَادِرِينَ اَصْحَابِ الْمَقَابِرِ الْجَمَاعِيَّة؟ فَيَارَبّ عَلَيْكَ بِهَؤُلاَءِ الْمُنْدَسِّينَ مِنْ قِوَى الظَّلَامِ الَّذِينَ فِي بِلَادِنَا يَطْغَوْنَ وَيَقْتُلُونَ الْكَبِيرَ وَالصَّغِيرَ وَالطّفْلَ الرَّضِيعَ وَالشَّيْخَ الْكَبِيرَ وَلَايَكْتَفُونَ بِذَبْحِهِمْ بِسَلَاحِ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَالْمَرَضِ وَالْعُرِيِّ وَالْبَرْدِ وَحِرْمَانِهِمْ مِنَ الْغِذَاءِ وَاللّبَاسِ وَالدَّوَاءِ وَاَبْسَطِ مُقَوِّمَاتِ الْعَيْش ِبَلْ يَذْبَحُونَهُمْ كَذَبْحِ النِّعَاجِ وَالدَّجَاجِ بِدَمٍ بَارِدٍ بِالْاَسْلِحَةِ الثَّقِيلَةِ وَالْخَفِيفَةِ وَالسَّكَاكِينِ وَالْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَة؟ فَاَيْنَ سَيَهْرُبُ هَؤُلَاءِ مِنْ لَعْنَةِ اللهِ وَجَبَرُوتِهِ وَانْتِقَامِهِ مِنْهُمْ؟ اَيْنَ سَيَهْرُبُ هَؤُلَاءِ الشَّيَاطِينُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ اَوْصِيَاءُ عَلَى حُقُوقِ الْاِنْسَانِ وَمَسْؤُولُونَ عَنْهَا وَلَكِنَّهُمْ يَسْكُتُونَ عَنْ حُقُوقِ هَؤُلَاءِ الْمَظْلُومِينَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ مِنَ الْجُوعِ كَحَدِّ مِنَ الْمَوْتِ اَدْنَى وَاِلَّا فَاِنَّ هُنَاكَ مِنَ الْقَتْلِ وَالتَّشْرِيدِ وَالتَّنْكِيلِ وَالتَّعْذِيبِ مَاهُوَ اَفْظَعُ وَاَعْلَى؟ فَاَيْنَ سَيَهْرُبُونَ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلسَّاكِتُ عَنِ الْحَقِّ شَيْطَانٌ اَخْرَس(فَيَارَبِّ اذْبَحْهُمْ يَارَبّ؟ وَااَسَفَاهُ عَلَيْكِ يَابِلَادِي يَامَوْطِنَ الْاَمَانِ وَيَامَوْطِنَ الْمَحَبَّة كَيْفَ انْقَلَبَ فِيكِ كُلُّ شَيْءٍ اِلَى عَكْسِهِ؟
 

ليست هناك تعليقات: