السبت، 24 نوفمبر 2012

كلمات لها معنى

الانتظار سلاح قاتل .. و القلق : شيطان

بقايا القلق و شظايا الانتظار تجعل من الوجود جحيماً ..

و يدهشنى حقاً جبل الصمت الذى ينطق وقت ان تلوح له الرغبه إما بالتحذير و إما بإشعال فتيل القلق من جديد ..

و كل ما دون ذلك أو أعلاه .. هو محض تجاهٌل .. !!

حديث السكون

من الممكن أن نكون مشتتين ،، لاجئين ،، أو حتى منسيين لكنّا نبقى اهل طيبة حتى الإشباع ، حتى لو حملنا مئات جوازات السفر ، أو اندثرت أجيالنا و أتى بعدها جيل جديد ،،

اُكْتُبْ

إلى من يحسب الكلماتِ حروف … و يحسبُ الجمل كلمات .. و يحسب القصائد قوافي ….

هذه دعوة مني

اكتب عن دموع الأطفال المتجمعين حول سرير أمهن يندبن ساعة رحيلها ، و يصرخن صرخة الم وانين .

أكتب عن رقرقات دموع اليتامى الذين جمعهم المجتمع في دار لليتامى ، و كأنه يظن أن اليتيم يفتقد بيتاً ينام فيه ، و إنما يحتاج اليتيم أباً يعطف عليه ، و أم تحنو عليه . .

أكتب لأولئك الأطفال الذين رمتهم أمهاتهم في سلة المهملات ، من بعد أن أنجبته بسوء أسلوب ، و بشر عمل ، فأرادت الفرار من فضيحتها ، و ذهبت بقدمها للمستشفى ظناً منها أنها ستسترجع شرفها ، و لست أدري كيف ينال الشرف من رمى بإبنه ! . .

أكتب لأولئك الأمهات اللواتي فقدن أولادهن في مقتبل أعمارهم ، و ما أفجع منظر الدموع في عين الأمهات الثاكلات الباكيات ، و ما أسعد موت تلك الأم التي ماتت قبل أولادها.

اكتب عن السعادة ، فمن العجب أن يبحث الناس عما لا يعلمون ، فشرح لهم كيف تكون السعادة و كيف يكونون فيها ، و كيف الحياة تكون بها و أخبرهم أن السعادة ماثلةٌ بين أيديهم إن شاءوا بسطوا يدهم كل البسط فعاشوها ، و إن شاءوا قبضوها كل القبض ففقدوها .

اكتب عن الطبيعة ، و عن بديعها و جميلها ، و عن شمسها المشرقة ، و أشجارها المورقة ، و عشبها المخوضر ، و وردها المحمور ، و كيف أن في الطبيعة راحةُ حقيقية ، و أخبرهم أنهم إنما يتوهمون الراحة في غير ذلك ، و ما علموا أن الألم لا يعالج بالألم .

اكتب لذلك الذي فقد حبيبه الذي كان أنيس عشرته ، و صفاء حياته ، و سلسبيل مشربه ، و حلو مأكله ، و طيب ملبسه ، و زين مجلسه .
اكتب له كلماتٍ تواسيه على ما أصابه ، و اجعل في كلماتك طابع التهدئة لا طابع التعزية ، فلا يبكي الحزين سوى قول الناس له أنت حزين ، و حاول مسح الحزن من قلبه ، فإن عجزت ، أمسح الدموع عن خده .

اكتب عن العظماء الذين طواهم الدهر تحت رماله ، و اذكرهم إن نساهم التاريخُ أو إن مسحهم من سطوره من أجل أن يضع بعض السفاحين في مكانهم ، و لا تنسى أن تذرف عليهم من بعض دموعكَ دمعاً عظيما ، أليس الدمعُ على العظيم عظيم ؟

اكتب عن اللهِ ، و عن الكون الذي أبدع صنيعه ، و عن النجوم التي جعلها دليل الناس في الظلمات ، و عن الشمس التي تسطع يوماً بعد يوم لتخبرنا عن إستمرار الحياة ، و عن الأرض الزرقاء التي تكورت و تقسمت فجعلت لنا أوطاناً نعشقها و نرثيها ، و بدمعنا و دماءنا نفديها ، و عن البسملة التي لم تكد تنطقها الشفاة حتى بكت ، و عن التعويذة التي مذ نقولها شياطين فكرنا ابتعدت ، و عن الحمد الذي نقنع فيه بما الله أعطى ، و عن التسبيح الذي نعظم فيه من جل و علا ، و عن القرآن الذي يحلو للقلبِ المؤمن سماعه ، و يمحو عن القلبِ الحزين أوجاعه ، و عن الحديث الذي حبيبٌ لله تحدثه ُ ، فوالله لإن كتبت عن ذلك لشهدت لك أن شاعرٌ ، و إن قليلاً من الناس من يشعرون .

ليست هناك تعليقات: