السبت، 3 نوفمبر 2012

بمنتهى الصدق

 

عواطفي تباركها السماء .. لأنها تطمح دائما في انصاف من عند الله .. وتتضرع رافعة يديها الى شرع السماء وقلبي غني برصيد ضخم من الحب لجميع الناس ..

 ايها الفتاة.. عذرا لأن الكلام الذي سأوجهه لك سوف يؤلمك نوعا ما لأني قررت ان اعترف لك عن خبايا صدري وعن تأجج النار فيه..

سيدتي لا تحزني وانت تقرأ هذه الكلمات .. دعني اولا وقبل كل شئ اقدم لك اوراق اعتذاري عما بذر مني واستسلام قلمي ليوقع على استمارة اعترافه .

عذرا ايها الفتاة ترفق بي ولا تتسرعي في حكمك عليّ .. مهلا ياهذا أريد ان ألتقط أنفاسي .. فأنفاسي لاهثة وخفقات قلبي تتسع رقعتها يوما بعد يوم لهذا البوح المسائي .. وهذا الركن الذي ادمنته .

تثور في اعماقي الثورة الداخلية .. وذكرى جميلة قد عشتها لحظات قصيرة افصحت لك فيها عن الشئ الذي بداخلي .. تلك اللحظات التي كنت فيها كتابا مفتوحا .. قرأت نصفه والنصف الآخر نهاية مجهولة .. لم تكمل بعد.

احس الآن بتلك الاحاسيس التي مرت بي عاجلة .. في تحد ماكر كبتها في صدري .. وحجبتها عنك حتى لا تتعرى أمام الملأ ولاتجهر بسرها امامك.

لقد مرت عليّ الأوقات وانا احاول جاهداً كبت هذه الاحاسيس .. حاولت ان اخنق شيئا مازال يتحرك في اعماق ذاتي ..

والآن ياصاحبة السعادة بعد ان عجزت على احتمال وجع الصمت اليك هذه الاعترافات وهي بمثابة أوراق اعتذاري عما بذر مني .. من انفعالات خارجة عن اطار ارادتي ..

فمنذ ان تحدثت اليّ آخر مرة وصوتك مازالت بصمات نبضات نبراته في أذني .. ووجهك يكبلني بأغلال الصمت .. وانا أتأمل فيه لأرى حقائق لم تتبين لي بعد .. كنت اريد ان اقول لك اني وجدت ضالتي وانك الحلم الذي تحقق .. لكن لشئ لست ادريه ..تكدست في حلقي بقايا الكلمات ..

سيدتي رجاءاً .. لاتنزعجي .. كم كما انت .. كما عهدتك صامدا امام وقع الكلمات .. فلا تتعجل في الحكم عليّ وفر حكمك على الأقل حتى تنتهي من قراءة اعترافاتي

اتذكر ..مرت ايام .. مجرد ايام .. وكأنني اعرفك منذ الأزل .. وكأنك فعلا ولدت معي من رحم الوجع والاندفاع والجنون .. جمعتنا ايام قليلة وعلى قلتها اسعدتني حقا .. لأنني خصصت لك مساحة في قلبي .. أغمضت عيني عن دون الكل عدى وجودها .. وأنفقت من وقتك للقراءة لها ..

واليوم ماذا حدث .. لماذا الاشياء الجميلة عمرها قصير في حياتنا .. لمّ تعطينا الدنيا من ثمارها ثم تمسك علينا الخناق لم حينما اضحك انتظر ان يحدث لي شئ لأنني ضحكت ..

واليوم ماذا بعد اليوم .. اليوم لا أذكر اني حزنت كثيرا بقدر ماشعرت وكأنني قارب بلا شراع وغصت انذاك في اعماقي بحثا عن كلمة أقولها .. عن وصف اصف به نفسي .. كان هناك صمت ثقيل تاهت الدنيا بي وتوقفت الكلمات لم استطع ان اقول شيئا فقد عجزت عن الإفصاح بما كان يجول بداخلي ..

اتذكر .. لا إنك لا تذكر شيئا ..

عدت تلك الأمسية بومة سوداء .. محملاً بألغاز العالم بأسره .. وارتميت بين احضان كتب “مصطفى صادف الرافعي” اقرأ .. اقرأ .. لكني ماقرأت شيئا ..

لو انك ياهذا عرفت قبلي معنى الخيبة .. معنى الاحاسيس المتدفقة عندما تمنحها ولا تجدي نفعا لعذرتني .. لو عرفت الفرح الذي يغمرني حينما ألقاك لقبلت أوراق اعتذاري..

لعلك سيدتي خلال قراءتك لهذه الكلمات تضحك مني .. قهقهات السخرية تصم أذني .. لكن هذا لم يعد يهمني .. المهم أني تخلصت من ثقل رافقني .. وهذا الثقل لازمني من اليوم الأول الذي بدأت

الكتابة فيه .. ولم اعد املك سوى هذا القلم الذي يعانق يميني .. اذيب حبره على الورق بأحاسيسي.

واستحلفك بكل عزيزة عندك اني قاومت اياما هذا الشئ الذي لا اعرف كيف اسميه .. فوجدته اقوى من مقاومتي ..

انصفيني سيدتي .. لاتعذبيني رجاء .. لا تدع هذه الحروف ترسم خطوطا حزينة على وجهك الصامت .. حاولي ان تحتفظ لي بصدق صراحتك وعفوية سماحة اخلاقك ..

رجاء سيدتي عيني أناديك كلما دعت الحاجة الى ذلك ولا أظنك سمعت ندائي .. فهو خفي وصامت يعود خجولا الى حلقي ويتلبلب بين شدقي فلم يكن من حقي ان استغيث بك ..

ياصاحبة السعادة .. ربما تسأل نفسك الآن لماذا اخترتك انتي بالذات لأفوه لك هذه الكلمات المحتضرة ولأفصح لك عن خيبتي .. لا لشيء الا لأني اخضع لمشاعر تسكنني .. لا لشئ الا لأني اخترتك أن تكوني حبيبتي .

انتي ايضا تحسي معي بأن هناك اشياء لا نستطيع مواجهتها ولا نقدر على مقاومتها والتصدي لها رغم ذلك اجد نفسي مدفوعاً لأن اطرح الاسئلة .. لم احمل لك هذا الشئ الذي يحي ويميت ما تبقى من احساس ممزق..

هناك احاسيس تدفعني للكتابة وتحتم عليّ ان أجهر بها فمن الصعب عليّ أن أتحدى هذه الأشياء التي تكتمن داخل صدري ..

فهل عرفت الى اي حد وصل بي الجنون .. وهل عرفت كيف احب الانثى ..

 

ليست هناك تعليقات: