الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

نوم أفضل أثناء الليل


بمقدور معظم الأطفال الصغار جسدياً النوم خلال الليل في الشهر السادس، مع أن ذلك سيختلف بشكل كبير. حتى المواليد الجدد يكونون معتادين على النوم لفترات طويلة، وثابتة، وهادئة ليلاً، إذ أنهم ألفوا سماع أصوات العائلة عبر جدار الرحم لمدة شهرين تقريباً قبل ولادتهم.

تماماً مثلك أنتِ، ترتبط دورة نوم طفلك وصحوه بنظامه الغذائي، ودرجة حرارة الجسم وإطلاق الهرمونات. كل هذه الأشياء تؤثر على إيقاعنا اليومي، والذي هو دورة نشاط حيوي طبيعي تمرّ بها أجسادنا خلال 24 ساعة. نشعر بالنعاس عندما تنخفض مستويات هرمون الأدرنالين ودرجة حرارة الجسم، ثم نصل إلى مرحلة الاستيقاظ عندما ترتفع كل من مستويات الهرمونات ودرجة حرارة الجسم.

واقعيا انه من الصعب الشعور بالنعاس عندما تكون درجة حرارة أجسادنا ومستوى الهرمون مرتفعين، وكذلك من الصعب الاستيقاظ عند انخفاضهما. وهذا ما يفسر إصابتنا بإعياء السفر عندما نسافر عبر مناطق زمنية، وهذا أيضاً ما يتطلب من الأشخاص الذين يعملون لساعات متأخرة تدريب أنفسهم على أوقات عملهم غير الاعتيادية. يكون بعض الأفراد أفضل من غيرهم في هذا الأمر، لذلك تجد بعض الأمهات مسألة التعامل مع صحو طفلهن أثناء الليل أصعب مما تجده غيرهن من الأمهات.


التغذية والنوم
مثلنا تماماً، ينبغي على الأطفال أكثر من ثلاثة أشهر ضرورة البدء في تعلم إغلاق الجهاز الهضمي ليلاً والإستيقاظ لتناول الفطور كل يوم في نفس الموعد. يميل الأطفال الصغار إلى النوم أثناء تناول الطعام. حيث تستهلك عملية التغذية طاقتهم ما يجعلهم يتعبون. كما أن المعدة المليئة بالطعام تجعل الطفل يشر بالنعاس أيضاً.

يمكنك البدء في فصل التغذية عن النوم إعتباراً من عمر الثلاثة أشهر في حالة كنت ترضعين طبيعياً، حاولي إعطاء طفلك وجبته الأخيرة في وقت مبكر من المساء أو عند بداية روتين النوم. وفي حالة إرضاعك صناعياً يمكنكِ تخفيض كمية الرضعة تدريجياً خلال وجبته الأخيرة وإضافة هذا المقدار إلى الوجبات الأخرى خلال اليوم. وفي نفس الوقت يمكن لطفلك البدء في تعلم السلوكيات المرتبطة بالنوم، مثل الحصول على حمام، إرتداء ملابس النوم والإستماع إلى قصة قبل تركه مستيقظاً للإستمتاع بالجوالطفولي المحيط به من إضاءة خافتة ولعب أطفال وديكور. إن الإستقرار في مثل هذه الإجراءات يعني أيضاً أنه سيكون قادر على مواصلة النوم وحده في حالة استيقاظه أثناء الليل

في الأشهر الأولى من عمر الأطفال، يقتصر نومهم خلال الليل على ست ساعات متواصلة فقط. لكن مع نهاية عامهم الأول، يبدأ معظم الأطفال بالنوم ما بين 10 و12 ساعة ليلياً.

يمكنك البدء باكراً بتنظيم نمط نوم طفلك وتلقينه عادات مفيدة للنوم . لكن لسوء الحظ، في الأيام الأولى من عمر المولود الجديد، لا يمكنك التحكّم بنمط نومه بأي طريقة، لأنّه سينام متى وأينما يحلو له: فإذا كان متعباً، لا شيء يستطيع منعه من النوم، وإذا كان مرتاحاً، فسيبقى مستيقظاً. لكن يمكنك منذ اليوم الأول:

1. إعطاء طفلك “لعبة أو غرضاً إنتقالياً”. فهناك إحتمال كبير أن يتعلّق طفلك بهذا الغرض الآمن، كالحيوان القطني أو البطانية مثلاً ويصبح من المقتنيات العزيزة على قلبه والتي تساعده على التهدئة لكي ينام. أما أفضل طريقة لجعل البطانية أو الدب الصغير من الأغراض المفضّلة لدى طفلك، فتكمن في إبقائها بالقرب منك لبعض الوقت حتى تمتلىء برائحتك أو عطرك. يتمتع الأطفال بحاسة شمّ قوية، وعندما يستيقظون فجأة، وهو ما يحصل غالباً أثناء الليل، فإن رائحة الأم ستكون كفيلة بطمأنتهم ومساعدتهم على العودة إلى النوم.

2. الفصل ما بين النوم ومجرّد النعاس. في مرحلة مبكرة من عمره، قد يتنقّل طفلك سريعاً بين حالتيّ النعاس والإستيقاظ. التقطي هذه الإشارات واستفيدي منها: إذا نام خلال تناوله الطعام أو بينما تحملينه، ضعيه في المكان المخصّص للنوم، كالمهد المحمول أو العربة. أما إذا كان مستيقظاً، فحفّزي انتباهه، وتواصلي معه. فمن خلال التمييز بين فترات النوم والاستيقاظ، ستساعدينه على ربط النوم بالمكان المخصّص له.

3. التمييز ما بين الليل والنهار. على الرغم من أن الأطفال سيتوصّلون في النهاية إلى النوم لفترة أطول خلال الليل، إلا أن العديد من حديثي الولادة يخلطون ما بين الليل والنهار . لكي تساعدي طفلك على النوم لمدة أطول أثناء الليل، ميّزي بين القيلولة ووقت النوم. خلال الليل، ابدئي بترسيخ روتين معيّن لوقت النوم …إلعبي معه بهدوء على سبيل المثال، واقرئي له، وأعطيه حماماً ساخناً، وألبسيه رداء النوم، وغنّي له، وهزّيه قليلاً، وقمّطيه، وخفّفي نور الغرفة.

4. التمييز بين وجبات الليل والنهار. بما أن المولود الجديد يحتاج إلى الرضاعة على مدار الساعة فلا شك بأنه سيستيقظ مراراً خلال الليل. لذا من أجل المحافظة على هذه الوجبات مفيدة وأقل إزعاجاً لنوم الطفل ليلاً، تقترح الطبيبة “بينيلوبي ليتش”، في كتاب

5. طفلك وولدك ، على الأمهات أن يجعلن الوجبات الليلية هادئة على عكس وجبات النهار. بمعنى آخر، عندما يبدأ طفلك بالتململ في سريره في منتصف الليل، اذهبي إليه في الحال وأطعميه قبل أن يستيقظ بشكل تام. وإذا كان ينام بالقرب منك، فسيكون ذلك أسهل بكثير. لا تتكلمي معه أو تشعلي الضوء، إنما حافظي بكل بساطة على جوّ السكون والهدوء لكي يفهم طفلك أن الوقت ليس للّعب. خلال النهار، قومي بالعكس تماماً، وتعاملي مع أوقات الطعام وكأنها فرصة للقرقرة، والغناء، والدردشة، والتفاعل مع طفلك.

6. شجّعي طفلك في عمر أكبر على النوم وحده. لا شك أن طفلك سينام في البداية بين ذراعيك أثناء إطعامه أو هزّه. فقد يستغرق في النوم، إذا كان في حمّالة، لا سيما وأن إيقاع خطواتك ودفء صدرك يهدّئانه. لكنك في النهاية، تريدين أن يعتاد على فكرة النوم بمفرده .

7. دعيه يعتاد على النوم وحده تدريجياً. عندما ينعس طفلك وقبل أن يغفو كلياً، ضعيه في سريره. فمن خلال تركه يستلقي وهو ما زال مستيقظاً- مع جعله يشعر في نفس الوقت بقربك منه وحبك له- قد يربط بنفسه بين الاستغراق في النوم وذلك الشعور بالحنان. وعلى الرغم من أن القول أسهل من الفعل، استمرّي في جعل طفلك النّعس يستلقي قبل أن يغفو، وقريباً سيعتاد النوم وحده.

ليست هناك تعليقات: