الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

استخـــارة حزن

 
صعب أن تتعـــذب فتعــــزل نفســــك حتــــى لا يعـــرف أحــــدٌ عمــــق
 
 أحـــزانـــك وتحـــاول أن  تستخير لنفسك وتبنــــي حـــول

نفســـك ســــوراً كــــي لا يستطيـــع أي شخـــصٍ مـــن الـــوصـــول إلـــى
 
 قلبـــك المـــجروح !!!

لسبب ما

نصاب احيانا بالحزن

ربما لفقدان شىء يعنى لنا الكثير

او لرحيل انسان لانستوعب فكرة رحيله

ولانملك القدرة على مواجهة واقع غيابه

او لسماع نبأ حزين يقع علينا وقوع الجبل

او لرؤية مشاهد تثير بنا من الاحاسيس مانكره


وعندها..

يتجول بنا احساس الحزن

قد يأخذ دورته القصيرة بنا

ثم يرحل بلابصمة غائرة او اي اثر يذكر

او قد يتضخم بنا بشكل مخيف

ويتفرع فينا كالاشجار العتيقة

ويصبح مع الوقت شى لايمكننا التخلص منه

لان اعماقنا اصبحت لجذوره وطنا !!

وبقاء الحزن بنا يفقدنا الكثير

فمع مرور الوقت نصبح اسرى للحزن

ونبقى سجناء دائرة ضيقة من الحزن

ونفقد احساسنا بمتعة الاشياء

ونفقد الاحساس بالحياة ذاتها


فلا نرى من الوجود سوى وجه الحزن

الذى ينمو مع الوقت بنا كجنين غير مرغوب فيه


وكلما مر بنا العمر

كلما صعب علينا التخلص من الحزن

لاننا دون ان نشعر نعجن منه ونتشكل به

ونصبح كتلة من الحزن

كتلة يتحاشاها الاخرون تجنبا لعدوى الحزن

فالحزن احساس ينتقل الى كالعدوى الى الاخرين!!


وقد نكتشف حجم الوحدة من حولنا

حين نكتشف تقلص عدد المحيطين بنا

اوغياب الناس من حولنا

فلكل همه الذى لم يبقى فيه لهموم الاخرين مكانا

فنحن فى زمن لايمنح الفرح الا قليلا

لذلك نرى تسارع الاغلبية لكل مافيه للفرح رائحة

وتجنب اهل الحزن تجنبا للمزيد من الهم !!

ونشعر احيانا

ان معجزة ما قد حدثت

وان الحزن قد غادرنا اخيرا بى عودة

لكننا سريعا مانعود للشعور بالاحباط

حين نكتشف قصر عمر الفرح فى عمرنا

وحين نكتشف ان الحزن كان يمازحنا

حين اختبأ عنا ...

ربما كى يظهر بصورة اكبر واقوى

اخذ الحزن منا الكثير

ونصاب بالرعب حين نحسب او نكتشف مقدار هذا الكثير

فنحن من منحناه اكثر مما يستحق

ونحن من فتحنا له ابوابنا على اتساعها

ونحن من وهبناه حق الاقامة الدائمة بنا

ونحن من صبغنا ولونا اعماقنا بألوانه

ونحن من اتخذناه حاجزا او حائطا او سورا مرتفعا يحول بيننا وبين الشطر الآخر من الحياة

ذلك الجزء الجميل

الجزء المفرح...الذى لم يترك لنا الحزن فرصة التجول فيه

لكن...الى متى ؟؟

الى متى سنبقى اوفياء لحزن عتيق؟؟

الى متى سنحتفظ بصناديق الحزن فى اعماقنا؟؟ا

الى متى سنبقى سجناء دائرة مظلمة؟؟؟

الى متى سنبقى خلف الحائط الفاصل بيننا وبين الفرح؟؟

الى متى سنبقى متسترين بملابس الهم والوهم؟؟؟

الى متى ...سيبقى قيدنا فى يد الحزن

يسحبنا....يجرنا....يأخذنا الى مدن بعيدة عن الحياة ؟؟؟؟


ومحاولة اخيرة للتحرر

اذا كنت من ضحايا الحزن طويل الامد..

فاسأل نفسك:

ماذا ابقى الحزن لك ؟؟

واسأل الحزن :

ايها الحزن....ماذا أبقيت لى ؟؟

ثم تجول بك...وتلفت حولك ...لتقرأ إجابة سؤالك !!
 
 
ان واقعنا بات حزينا اليما
 
وما يزيد الالم أن ترى أُناس لا يُبالون
 
وكأنهم الى هذه الامة المنكوبة لا ينتمون
 
تراهم يلهون
 
بالتفاهات والسخافات هم منشغلون
 
وفى اللاشئ و اللهو أعمارهم يفنون .
 
تراهم من أجل لا شئ يتنافسون ويحقدون
 
ويتباغضون
 
تراهم عن واقعنا الاليم هم منفصلون ولا يشعرون
 
بل الآكثر الما أن ترى أُناسا من آلامنا هم مستفدون
 
وعلى جراحنا يرقصون .. وعلى أنقاضنا ملكهم يشيدون
 
وبحزننا يسعدون وبإيذائنا يتلذذون  ويمرحون.